حسين حب الله ـ مونتريال
خرج الآلاف من المتظاهرين في شوارع تورنتو في اكبر تجمع للمثليين والمتحوّلين جنسيا وتوابعهم في اكبر الاحتفالات التي تقام فيما يسمى بشهر الفخر، تعبيرا عن " دعمهم لمجتمع يواجه مستويات متزايدة من الكراهية والتعصب "، كما يحاول الاعلام الكندي ان يصور الواقع الذي يعيشه هؤلاء. حيث نجد ان هناك من يحاول حل مشكلة يدعي انها موجودة من خلال خلق مشكلة اخرى وعلى حساب مجموعات كبيرة جدا في المجتمع الكندي. فهم يحاولون فرض خيارات علينا بل حتى على المدارس والحضانات ، تعارض ديننا ـ مسلمين ومسيحيين ويهود وكل المتمسكين بمبدأ العائلة واصولها.
هذا كله يحدث وسط صمت بين معظم المؤسسات التابعة للجالية في كندا هنا حيث لم يجرؤ أكثرهم على الحديث بشكل واضح عن هذا الموضوع وشرحه للاهالي الخائفين على مستقبل اولادهم.
برز هذا الصمت مدويا في التظاهرات الخجولة التي خرجت في اكثر من مدينة، ولم نجد جهة واضحة تتبنى أيا من التظاهرات . وهو ما ينعكس ضعفا كبيرا في اي تحرك يتم القيام به هنا او هناك .
الموضوع ليس بسيطا ولا يجوز التعاطي معه بخفّة او تجاهل او تجاوز، بل على كل المعنيين الذين يحرصون على مستقبل اولادنا ـ وما اكثرهم ـ ان يسارعوا الى اعطاء هذا الموضوع الاهمية اللازمة والاهتمام الكافي لان الناس بدأت بالشعور انها متروكة لوحدها وهذا ما لاحظناه في المبادرات الفردية التي تتحرك في اكثر من منطقة .
لا بد من الاستفادة من فرصة عيد الاضحى المبارك ـ اعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركة ـ وما يتخلّله من تجمعات كبيرة للجالية فيها للحديث مع المصلّين عن الموقف مما يجري حولنا من تحديات ستقلب حياتنا راسا على عقب، لو قُدّر لها ان تاخذ مجراها الى التنفيذ.
حبذا لو يكرّس خطباء العيد والجُمَع القادمة في المساجد وعظات الاحد في الكنائس خطبهم وعظاتهم للحديث عن وجع الناس هذه الايام.. عن موضوع المثليين والمتحّولين ومتفرعاتهم، حتى لا تترك الامور تسير نحو افق مجهول بل ومسدود، في ظل غياب التخطيط الواعي والرد الشافي والوافي . ولتكن هناك ورش عمل تبحث في سبل المواجهة القانونية والسلمية لهذا التحدي بما يحصن اولادنا ولا يفرض على الآخرين خياراتنا ولا خياراتهم علينا.