إعترافٌ أمام المحكمة: قصة فرانسس غُوجي وزهرة عيسى انتهت بمقتل ابنة الجيران!

  • article

أقر رجل من تورنتو بأنه تسبب بمقتل طفلةٍ بسبب السم الذي دسَّه في الطعام في أحد منازل سْكاربَرة (Scarborough) عام 2021، وذلك بعد محاولته الانتقامَ من امرأةٍ متزوجةٍ.

المدعو فرانسِس غُوجي (Francis Ngugi) أقرَّ لمحكمة العدل العُليا في تورنتو بأنه تسبب بقتل الطفلة بيرنيس ناتاندا وامَلا (Bernice Natanda Wamala)، كما بأنه كاد يتسبب بقتل الطفلة سامرة سمير (Samarah Sameer)، وكلتا الطفلتان كانتا آنذاك في الثالثة من العمر.

الطفلة بيرنيس توفيت في 21 آذار/ مارس عامَ 2021 بعد أسبوعين من تناولها مادة نترات الصوديوم التي أضافها الجاني إلى رقائق الذرة، وذلك بعد أن أمضت الليلةَ في منزل الجارة زهرة عيسى (Zahra Issa) والدة رفيقتها سامرة سمير.   

 

ما تبيَّن في المَحكمة

لم ينوِ الجاني (من كينيا) قتلَ الطفلتين، وإنما أراد قتلَ زهرة عيسى (من تَنزانيا) بعد أن نشأت بينهما علاقة عاطفية بالرغم من كونِ عيسى متزوجة.

غوجي وعيسى كانا قد التَقيا عامَ 2019 في مدرسةٍ للبالغين قصداها بعد لجوئهما إلى كندا بفترة قصيرة. وقد تطورت علاقتهما عامَ 2020، لتصل إلى طريق مسدود كونَ زهرة عيسى كانت ترتقب قدومَ زوجِها وابنتها الكبرى إلى كندا.

وقد أُفيدَ للمحكمة أن ذلك أثارَ غيرة الجاني وهوَسَه، وقد سجَّل محادثاته وتفاعلاته مع زهرة باستخدامِ مسجِّلةٍ أخفاها في غرفة نومِها، وفقاً لما تبيَّن في المحكمة عامَ 2020.

آنذاك بقي غوجي يسعى للقيام بخطوات معينة "للتقدم" بعلاقتهما،  لكنه لم ينجح، وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على محاولاته، دسَّ كمية قاتلة من السم في علب رقاق الذرة.

وكان قد سرقَ الكمية من مصنعٍ لإنتاج الطعام كان يعمل فيه ناطوراً، وكان المشرف عليه قد "نبَّهه" من أن كميةً تقلّ عمّا تحمله ملعقة الشاي قد تقتل أيَّ شخصٍ في ساعةٍ واحدةٍ.

غوجي أعلمَ المحكمة أنه "لم يكن يريد" أن تأكل الطفلتان رقائق الذرة. ولكن زهرة عيسى أطعمتهما الرقائق عند الخامسة صباحاً، ما آذى بيرنيس فتسبب بموتها بالرغم من محاولات الفريق الطبي في المستشفى إنقاذها.

كما ظهرت عوارض مشابهة على سامرة، فنُقِلَت إلى المستشفى للعلاج لتخرج بعد أربعة أيام.  

يوم الحادثة اتّصلت زهرة بِغُوجي (47 عاماً الآن)، الذي ترك عمله مسرعاً واصطحب الطفلتين إلى المستشفى، لكنه لم يبلِغ الفريق الطبي باستخدامه مادة نترات الصوديوم.

كما نكرَ معرفته بما آذى الطفلتين لدى استجواب الشرطة إياه، زاعماً أنه لم يعرف ماهية هذه المادة ولا أنها مُستخدَمة في مصنع" Griffith Foods".

القيِّمون على المصنع من جهتهم أبدوا تعاطفهم مع عائلتَي الطفلتين، وقال المتحدث بِاسمهم لموقع "CTV News" إن عمَل غوجي عُلِّق ولم يقدَّم له راتبه منذ اتهامه، والآن وقد وُجُّهِت إليه التهم، فقد طُرِد من العمل، وأضاف المتحدث أن القيمين على المصنع سيتعاونون مع المحققين.

 

حتى بعد وفاة بيرنيس!

وفقاً للوثائق المعروضة في المحكمة، بقي غوجي – أشهراً – يسعى "للتقدم" بعلاقته مع زهرة عيسى حتى بعد موت بيرنيس، هذا بالرغم من "اضطراب" المرأة واستمرارها "برفضه".

كما اتصل غوجي بالسفارة التَنزانية في نيسان/ أبريل عامَ 2021، محاولاً إظهار زوجِ زهرة عيسى بمظهر المهاجر الذي "يعيش في كندا بهوية مزوّرة"، والذي يسعى لتخريب "زواجِ زهرة". وفي أيار/ مايو من عام 2021 "قطعت" زهرة علاقتها به نهائياً.

بعد شهرٍ تقريباً، أي في التاسع عشر من حزيران/ يونيو، اعتُقِلَ غوجي واتُّهم بالقتل المتعمَّد غير المخطَّط له (second-degree murder) ومحاولة القتل. وقد أبدى الجاني "تأسفه" لما فعَله، طالباً من عيسى "المسامحة".

يُذكَر أن الحكم على الجاني في هذه الحالة يعني حبسه أمد الحياة، من غير إمكانية للعفو عنه قبلَ 10 إلى 25 عاماً. وفي الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر ستحدد المحكمة العُليا الفترة التي يُصبح فيها غوجي "مؤهَّلاً" للعفو.
 

*صورة وَمالا من منصة فايسبك.