عبد الحق ساري يقدّم راتبه لمساعدة المحتاجين

  • article

حسين حب الله - صدى المشرق

قام عضو بلدية شمال مونتريال الاستاذ عبد الحق ساري بمبادرة مميزة، متبرعاً براتبه الذي يحصل عليه كل اسبوعين، أي 1800 دولار تقريباً لمساعدة المحتاجين في خضم أزمة كورونا التي تركت آثاراً سلببة على الكثير من العائلات.

وقال ساري في اتصال معه: لمسْتُ حاجة ماسة لدى الناس بفعل خسارة كُثُرٍ أعمالهم، سواء في كندا او خارجها، وقد ازدادت الضغوطات على الكثير من العائلات. وعليه، تبرعت براتبي لمصلحة جمعيتين خيريتين :الأولى في كندا وهي les Fourchettes de l'espoir  التي توزع المساعدات على الناس المحتاجين هنا. والثانية هي Soleil des Orphelins التي تُعِينُ الأيتام والمحتاجين في المغرب وتونس وافريقيا بشكل عام".

وينشط ساري من قبل توليه منصبَ مستشار البلدية في العمل الاجتماعي والجمعيات الخيرية بعيداً عن الاضواء، لكن هذه المرة آثر الإعلان عن مبادرته "من أجل تشجيع الآخرين على عمل مماثل في ظل الحاجة المتزايدة لدعم المؤسسات التي تقدم يد العون للمحتاجين".

وعن ملاقاة هذه المبادرة تجاوباً، قال ساري: "الحمد لله، قام أحد التجار بمبادرة مماثلة، فقدَّم وموظفوه الدعمَ لجمعيات خيرية، كما قام آخر بتقديم مساعدة مهمة للمستشفى اليهودي في مونتريال، وهي تستقبل المرضى المصابين بداءِ كورونا".

عن وجود حاجة وسط الجالية العربية والاسلامية في مونتريال قال ساري: "أصحاب الحاجة فئتان: الاولى هم الطلبة الزائرون غير المجنَّسين كنديين، الذين فقدوا عملهم الجزئي بسبب توقف الكثير من الأعمال التي كانوا يقومون بها لتسديد جانب من نفقاتهم. والفئة الثانية: العوائل، خصوصاً التي تتولى النساء إعالتها بسبب الطلاق او الإنفصال عن الزوج او ما شاكل".

وأضاف: "تولَّت مجموعة من الشباب في الجالية القيام بمبادرة لجمع الأموال ومساعدة هاتين الفئتين من خلال توزيع حصص غذائية كانت تقدر يومياً ما بين 100 الى 200 حصة غذائية". كما قام بعض المساجد والمؤسسات في شمال مونتريال بتخصيص مبالغ مالية قاربت ألفَي دولار ساهمت في تسديد إيجارات المنازل. وتوجه ساري "بالشكر الجزيل الى هذه المؤسسات التي لم تردَّ طلبات المحتاجين بعد أن أبلغتُها بأسمائهم".

وفي الختام وجه ساري نداء الى الجالية "بضرورة الالتزام بالتوجيهات التي تصدرها السلطات المختصة، فبذلك يمكننا أن نواجه هذا الوباء، والتهاون في التعاطي مع هذه التوجيهات قد يؤدي إلى نتائج سلبية". وشدد على ضرورة التواصل بين أبناء الجالية ومتابعة المحتاجين ومد يد العون لهم". وختم بالقول: "الحياة أمل وبالأمل تستمر الحياة. ايماننا بالله كبير، وعلينا ان لا نضع أنفسنا في مواقع تعرضنا وأهلنا للخطر".

يُذكَر ان ساري انتُخِب عام 2017 تحت راية حزب دَني كودير، وهو الناطق باسم المعارضة في البلدية في مسائل السلامة العامة، وهو محاضرٌ في جامعة أوكام (UQAM) ومستشارٌ في مجال التقنيات الجديدة، وهو من أصول مغاربية.