كيف يقرأ المغتربون المشهد اللبناني وتداعياته؟

  • article

فاطمة بعلبكي - مونتريال

 

٤/٨/٢٠٢٠ تاريخ جديد حفر في ذاكرة اللبنانيين، تلك الذّاكرة المليئة بالمشاهد الدّموية وآثار الحروب والدّمار والصراعات الداخليّة المتعاقبة، وما خلّفته من ظلم وقهروفساد على مدى ثلاثة عقود ونيّف!!

قرابة السادسة من مساء الثلاثاء الأسود سمع دوي إنفجاركبير داخل العنبر١٢ في مرفأ بيروت، أعقبه "سحابة فطر" عملاقة ودخان كثيف، ثمّ موجة صدمة ارتعدت جرّاءها أواصر لبنان من أقصى شماله الى أقصى جنوبه، كما وصلت إرتداداتها الى كلّ من قبرص والأردن، وكانت كفيلة بترويع القاطنين في منطقة بيروت الكبرى وضواحيها، مخلّفة دماراً هائلاً في الممتلكات العامة والخاصّة، وقضت على الأبنية التراثية، وشوّهت وجه لبنان الحضاري...

لم تكن الجالية اللبنانية في دول العالم وكندا بمنأى عمّا حدث في عاصمتهم بيروت، حيث عاش لبنانيو مونتريال حالتي الإنفصال الزّماني والمكاني، فتجمّدت عقارب السّاعة على توقيت بيروت، وتسمّرت الأعين أمام شاشات التلفزة تراقب عن كثب وقائع النقل المباشر، وتعيش تفاصيل الأحداث بكافة حواسها، وتكاد تميل الى تكذيب ما ترى من هول الصدمة والفاجعة! فبيروت لها حصة الأسد في قلوب جميع اللبنانيين، على إختلاف إنتماءاتهم السياسية والحزبية والطائفية، وهي رمز التعدّدية الثقافيّة والفكريّة...

موقف الجالية الجالية اللبنانية في كندا من الأحداث الأخيرة في بلدهم الأم، رصدته صدى المشرق من خلال مقابلة مجموعة من الناشطين في مونتريال، وطرحت عليهم الأسئلة التّالية:  كيف تقرؤون إنفجار بيروت، وما هي أبرز تداعياته؟ ما هي آلية العمل المقترحة لمرحلة ما بعد الإنفجار؟ وماذا عن موقفكم من المساعدات الكندية والخارجية للبنان، هل تعتبرونها بريئة أم أنّها ورقة ضغط للتّدخل بشؤونه الداخلية؟!

 

 رندة رفعت شرارة: ا نفجار بيروت جزء من الحروب اللبنانية المستمرّة!

اعتبرت رئيسة الحركة الإبداعيّة كندا والعالم رندة رفعت شرارة أنّ انفجار بيروت هو جزء من الحرب البشعة التّي يعيشها اللبنانيون منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وتحدّثت عن الألم الكبير الذّي عاشته عندما شاهدت صور الدّمار، خصوصاً أنّها إحدى ضحايا الحروب في لبنان، حيث أصيبت أثناء وجودها في منزل جدّها خلال قصف إسرائيلي غاشم على بلدتها بنت جبيل،"عندما شاهدت إنفجار بيروت أغمضت عينيّ وانسابت الذّكريات الأليمة، فتزاحمت مشاهد الدّمار في مخيّلتي، وسمعت دويّ الإنفجار، كما شممت رائحة الموت في كلّ مكان"، وتابعت: "بيروت رمز، وهي ليست مجرّد حجر، أو مرفأ، أو أبنية... بيروت هي أمّ اللبنانيين جميعاً وعنوان الوحدة الوطنيّة والتعايش المشترك، وهي عاصمة الوطن".

وإنطلاقاّ مما سبق، حثّت شرارة على التريّث وإنتظار المعطيات والأدلّة الكافية قبل التطرق الى الحديث عن أسباب الإنفجار، "أنا لست خبيراً عسكريّاً، أو قاضي تحقيق كي أطلق الأحكام جزافاً، ما يهمّني حقّا هو النتيجة الثّابتة، فالخسارة كبيرة في الأرواح لأبناء الوطن أطفالاً وشبّاناً وشيبا، والأمهات الثكالى وجميع المفجوعين بالحدث الأليم"، كما تطرقت الى التّداعيات الخطيرة للإنفجار والأضرار الجسيمة التّي خلّفها، فضلاً عن الآثار البيئية والصحّية لأجيال مقبلة.

وعن آلية العمل المقترحة لمرحلة ما بعد الإنفجار، رأت شرارة أنّ "جميع الأوطان بحاجة الى نظام وحكومات كي تدير شؤونها، وأنّ هناك آليات دستورية يجب اعتمادها لحين الإتفاق على حكومة وفاق جديدة ترضي تطلّعات الشّعب اللبناني بعيداَ عن الإعتبارات المذهبيّة والطّائفيّة، كما تنال ثقة دولية لأنّ لبنان تحت المجهر"، وشدّدت على ضرورة محاسبة المسؤولين والمتورطين في إنفجار بيروت من قبل المجلس العدلي والقضاة النزيهين، كما أنّها لا تستطيع أن تحمّل الحكومة المستقيلة أو غيرها المسؤوليّة، فهي لا تملك معطيات وهذا من اختصاص القضاء كما ذكرت آنفاً، فضلاً عن أنّ الحكومة المستقيلة ورثت الفساد والأخطاء والتراكمات، ولم تستطع إنجاز الكثير خلال فترة حكمها الوجيزة، خصوصاَ بالتزامن مع أزمة كورونا العالميّة!

وأعربت شرارة في ختام حديثها عن إمتنانها لمختلف المساعدات الكندية للبنان، سواء من الحكومة الفيدرالية (والتّي بلغت مؤخّراً قيمة ثلاثين مليون دولار كندي) أو من حكومة كيبيك (مليون دولار) وبقيّة المقاطعات، بالإضافة الى المبادرات الفرديّة والتّبرعات المّادية بالتّنسيق مع الحكومة الخ... وتمنّت أن تصل هذه المساعدات الى المحتاجين، معتبرةً أن دول العالم أصبحت على دراية كافية بفساد الطاقم السياسي في لبنان. وأخيراً دعت شرارة جميع اللبنانيين الى التكاتف والتعاضد، ووجّهت صرخة "لنبذ الفتنة والتشرذم على ضوء مراقبتها للتعليقات في الصفحات الإخباريّة في مونتريال والتّي يركّز بعضها على استخدام الشّتائم والكلمات النّابية، وتمنّت على أصحاب تلك المواقع مراقبة هذا النوع من التعليقات حرصاً على وحدتنا في المهجر".

الناشط الإجتماعي رفيق الأسمر : المنظومة الحاكمة فاسدة وقاتلة

استهلّ الناشط الإجتماعي في الجالية اللبنانية في مدينة مونتريال رفيق الأسمر حديثه بتوجيه العزاء الى الشعب اللبناني وعائلات الشهداء، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، لأنّ المصاب جلل واكبر من قدرة لبنان على تحمّله، على حدّ تعبيره. وعزا الأسمر سبب حدوث الإنفجار في مرفأ بيروت الى الإهمال، " الذّي يتحمّل مسؤوليته جميع المعنيين والحكومات المتعاقبة وجميع النوّاب ورؤساء الجمهورية منذ دخول البضاعة الى المرفأ حتى الآن، فالدّولة التّي لا تهتم بسلامة وأمن شعبها هي دولة فاشلة ولا تستحق أن تحكم الوطن وتدير شؤونه "، وأردف: " هذه المنظومة الفاسدة الحاكمة القاتلة هي المسؤولة عن هذا الإنفجار، وقد بلغت وقاحتها حدّ سرقة مدّخرات الشّعب، والتّسبب بالتّضخم الإقتصادي وانهيار الليرة اللبنانية من خلال التلاعب بسعر صرف الدولار". ورأى أن النّظام الوظيفي التحاصصي في لبنان والتوظيف الغبائني في مرافق الدّولة أسفر عن حدوث الإنفجار، وليس نتيجة إهمال الموظّف العادي وإلقاء التهمة عليه، لأنّ الأخير يعمل تحت إمرة المسؤولين.

وفي هذا الإطار شدّد الأسمرعلى ضرورة المحاسبة السياسيّة قبل المحاسبة الإداريّة، "ووجوب الإطاحة بهذا النظام الطائفي القاتل والفاسد الذّي حكم أكثرمن ثلاثين عاماً، فحكومات الوحدة الوطنيّة  المتعاقبة على الحكم قد أثبتت فشلها على كلّ المستويات، وأثبطت دور لبنان المقاوم ضد العدو الإسرائيلي، وهمّشت أهم انتصار له في تحرير الأرض عبر الإمعان في ظلم الإنسان  والمواطن اللبناني والتنكيل به". وضمن الآليات المقترحة للمرحلة المقبلة  حثّ الأسمرعلى تأليف حكومة وطنيّة مهمّتها "محاسبة المسؤولين أوّلاً، وإنشاء قانون إنتخابي عادل خارج عن القيدي الطائفي، واعتماد القانون النسبي ولبنان دائرة واحدة، وإجراء إنتخابات مبكرة، تفضي الى انتخاب مجلس نيابي جديد، الذي بدوره ينتخب رئيس جمهورية جديد يقوم بتشكيل حكومة جديدة". وأوضح الأسمر أنّ حلّ الأزمة اللبنانيّة بيد الشعب اللبناني أوّلاً بالتعاون مع المسؤولين اللبنانيين، ولا حلول من الخارج إطلاقاً، وقوام الحل نظام جديد يقوم على أساس العدالة الإجتماعية والتّطور والتّقدم الإقتصادي والثقافي، مع الحفاظ على الدّور المقاوم للشّعب اللبناني في مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية، وتنشئة المواطنين على هذه القيم والأسس منذ الصغر.

وتوجّه الأسمر بالشّكر الى  كندا وسائرالدّول التّي هبّت لمساعدة الشعب اللبناني على تخطّي أزمته، " لقد خلّف الإنفجار أكثر من ٣٠٠ ألف شخص بلا مأوى، وأدّى الى تشريد وإيتام حوالى ١٠٠ألف طفل، وتضرر ٦٠% من المباني في منطقة بيروت الكبرى"، آملاَ أن تصل المساعدات الى الأشخاص المستحقين لها، والى المؤسسات الأهليّة والصحيّة وإتحاد المعوقين المهملين. كما تمنى أن تكون هذه المساعدات غير مشروطة، وأن لا يتم إستغلالها للتدخّل في الشؤون الدّاخليّة.

النّاشط أنور أبي المنى: الحل في حكومة تكنو-قراط مستقلّة!

وصف الناشط في الجالية اللبنانية في مدينة مونتريال أنور أبي المنى إنفجار بيروت بالكارثي، مؤكداً أن تداعياته ونتائجه بالغة الصعوبة على الشّعب اللبناني، خصوصاً في ظل الأوضاع الإقتصادية المتردّية ووباء كورونا. وفي ظل تعدّد الفرضيات حول الأسباب الحقيقيّة للإنفجار وما إذا كان حادثاَ عرضياَ أم مفتعلاَ، يتبنى أبي المنى خيار الإحتكام الى لجنة تحقيق دوليّة مستقلّة تدقّق في جميع الفرضيات المطروحة، كما أنّ نظرية القصف الإسرائيلي المدعومة من شهود عيان وفيديوهات متداولة تستحق المتابعة والبحث من وجهة نظره أيضاَ.

وفي سياقٍ موازٍ، اعتبر أنّ النظام القائم على المحاصصة برمّته موضع شبهة وغير ذي ثقة وليس فقط الحكومة، محمّلاً الحكومات المتعاقبة والأخيرة مسؤولية ما حدث. وتابع: "لا شكّ ان استقالة الحكومة كان ضرورياَ ولكنّه غير كافي، وبالرّغم من كونها حكومة إنقاذ مقنّعة باسم تكنو- قراط آنذاك، إلّأ أنّها ترافقت مع حكومة ظل كانت المسؤولة الفعلية عن جميع القرارات بشكل مباشر، ولم تفعل الحكومة المعلنة شيئاّ منذ ولادتها الى لحظة استقالتها، بل بقيت تدور في حلقة فارغة، ولم تبدأ خطوة الألف ميل في رحلة الإصلاح وتغيير البلاد نحو الأفضل". أمّا الحل لمرحلة ما بعد الإنفجار برأي أبي المنى "فيكمن في عدم تكرار الخطأ السابق عند استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري تحت ضغط الشارع وثورة ١٧تشرين، والإمتثال الى رأي الشعب بتشكيل حكومة وطنيّة تضم جميع الأطياف، ليس على مبدأ المحاصصة، بل حكومة  تكنو- قراط مستقلّة برئاسة المرشّح السابق القاضي نوّاف سلام نظراً لكفاءته ونزاهته. وأن تضع الحكومة الجديدة الإصلاح على طريقه الصّحيح، وتقرّ نظاماً انتخابياَ جديداَ يفضي الى انتخابات نيابية مبكرة".

المساعدات الإنسانية من كندا وباقي الدّول بريئة وفق أبي المنى، ومن الطبيعي أن تترافق مع إشتراط إجراء إصلاحات حقيقيّة على الأرض عكس ما كان يحدث سابقاّ، وأن يتم توظيف هذه المساعدات في خطة الإيواء من خلال الصليب الأحمر وكاريتاس والجمعيات الأهليّة على المدى القريب، وضمن مشاريع الإعمار والإصلاح من خلال حكومة ذات ثقة على المديين المتوسط والبعيد. ورفض ان تكون المساعدات وسيلة ضغط للتدخّل في شؤون لبنان الدّاخليّة.

 

الحاج زهير الجندي دعا وزارة المال الى كشف المتورطين

أرجع الرئيس الفخري للجمعية الإسلامية اللبنانية الكندية الحاج زهير الجندي مسؤولية إنفجار بيروت الى إهمال الدّولة وتقاعسها عن أداء مهمّاتها، وحمّل المسؤولية الى جميع أركانها من رأس الهرم الى أصغر موظّف فيها، ولكنّه لفت الى أنّ الموظفين الصغار لا  يستطيعون التفوّه ببنت شفه حول المواد الموضوعة في العنابر خوفاً من رؤسائهم.

أمّا ما يتم تداوله عبر الوسائل الإعلامية من أخبار وتحقيقات "هو مجرّد وسيلة لإيهام النّاس بعدم معرفة الدّولة بوجود هذه المواد، علماً أن الجميع متورّط بما حصل، من قوى الأمن الى حاملي السلاح في لبنان ورجالات الدّولة وجميع السياسيين بدون إستثناء، فالكل ّمسؤول ومشارك بهذه الجريمة النّكراء، التّي اقشعرّت لها الأبدان حول العالم".

من جهة أخرى دعا الجندي وزارة المال الى الكشف عن التصريحات الضريبية والإيرادات السنويّة من الأرباح التجاريّة المعلنة للسياسيين الذين تعاقبوا على الحكم منذ العام ١٩٨٠ ولغاية اليوم، لكشف المتورطين في الصفقات المشبوهة من جهة، ومقارنة هذه الأموال المصرّح بها مع واقعهم المالي الفعلي من جهة أخرى، ثمّ إحالة المتورطين الى النيابة العامة المالية ومحاسبتهم على مبدأ (من أين لك هذا؟). ويعتقد الجندي أنّ إستعادة الأموال المنهوبة كفيل بإعادة إعمار مدينة بيروت، ومساعدة المواطنين المتضررين وتسديد الدين العام. هذا وقد توجّه بالشكر والإمتنان الى جميع المساعدات الدّولية والكنديّة الى لبنان، خصوصاّ المبادرات الفردية من قبل المهاجرين اللبنانيين لأشقّائهم وإخوانهم في الوطن عملاً بمقولة (الأقربون أولى بالمعروف).

 

الناشط جورج معلوف يخشى تدويل الأزمة ومن سوليدير جديد!

 "ما هو أكبر من الحدث هي تداعيات الحدث نفسه " بهذه العبارة لخّص الناشط في الجالية اللبنانية ونادي النهضة جورج معلوف مجريات الأحداث على الساحة اللبنانية، محذّراَ من استغلال إنفجار بيروت للتصويب على العهد وزيادة الشرخ بين اللبنانيين. وربط معلوف ما جرى مؤخّراً بالأزمة الإقتصادية وحصار الشّعب وتجويعه لفرض مشاريع خارجية وهيمنة بعض الأطراف على المشهد السياسي في لبنان،  "خصوصاً وأنّ منطقتنا تشهد صراعاَ تاريخيّاَ، ولدينا عدوّ ذو أطماع محليّة وإقليميّة يتربّص بحدودنا ". ومن خلال مراقبته للتغطية الإعلامية الغربية، لاحظ وجود ميلاَ الى " تدويل القضيّة بهدف التصويب على المقاومة وشيطنتها عبر أدوات داخليّة، كما لاحظ وجود نوع من الحلف الثّلاثي الجديد - العابر للطوائف- بين الذّين شاركوا في الحرب الأهليّة ضدّ الذّين لم يشاركوا فيها".  وتساءل عن الأسباب الكامنة وراء التعتيم الإعلامي على المساعدات السورية للبنان عقب انفجار بيروت، بالرّغم من الحديث عن المساعدات الدّولية والإقليمية الأخرى.

وبالرغم من ترجيحه فرضيّة الإهمال والتقاعص كمسبّب لحدوث الإنفجار، والمماطلة في كشف المتورطين والمسؤولين كما جرت العادة، فإنّ ما يؤرّق معلوف هو تدويل الحدث واستغلاله سياسياَ على غرار ما حدث بقضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري سابقاً، كما أعرب عن مخاوفه من " سوليدير ثانٍ في لبنان، ونزاع جديد بين حيتان المال على ملكيّة بيروت عبر بوابة الإعمار".

ولفت معلوف في نهاية كلمته كمواطن لبناني مغترب الى الفرق الشّاسع في التعاطي مع الأحداث الكبيرة والأزمات بين  لبنان من جهة وكندا والدول المتقدّمة من جهة أخرى: " هنالك وطن وليس دولة .. وهنا دولة وليس وطن".

 

ختاماً، لا بدّ من الإشارة الى أنّ إنفجار بيروت - الذي أسقط دويّه المسافات فاجتازالبحار والمحيطات، وأيقظ رماده شعلة الحنين الى "أنقاض" الوطن، ونكأت شظاياه وجع الغربة الدّفين -  ترك أثراً بليغاً في نفوس اللبنانيين، خصوصاً المغتربين، فمن لم تطال آثار الجراح جسده أو وجهه، حتماً قد شوّهت جزءاَ من روحه! والأسوأ من ذلك أن أحلام العودة الى أرض الجدود قد ارتدت أكفانها وغرقت في بحر بيروت!!!

 

 

 

 

 

 

 

معرض الصور