جسور: تضع الحروف تحت نقاط حائرة!

  • article

انقسم المشاركون في المخيم (مخيم جسور الشتوي لعام 2020) الى أربع مجموعات، اثنتان للشباب واثنتان للصبايا، تتكون كل مجموعة من حوالي 20-30 فردا. وكان الموضوع  حسب طلب اللجنة المنظمة  اختيار مشروع يهم الجالية ويعتبر من الأولويات، واختيار ممثل عن كل مجموعة لكي يعرض المشروع وحيثياته، ولماذا كان الاختيار، ولماذا يعتبر من الأولويات، ومن هي الجهة المستهدفة منه من شرائح الجالية، وكيفية تمويله، ومدى حيوية هذا المشروع وامكانية الربح في الاستثمار فيه؟.. 

أصل الفكرة جاءت من البرنامج الأميركي الشهير Shark Tank  الذي يقوم على وجود مجموعة من المستثمرين الكبار الذين يشجعون أصحاب الأفكار الجديدة والسلع المبتكرة التي تحتاج لتمويل لإطلاقها في الأسواق، فيدفعون ويستثمرون في هذه المشاريع مقابل حصة من الارباح أو نسبة من ملكية الشركة، وهكذا اختارت جسور ثلاثة من الإخوة للعب دور المستثمرين الذين يودون مساعدة شباب الجالية في إطلاق مشاريعهم وطموحاتهم وتحويلها الى مشاريع خيرية ونفعية.. 

المجموعة الأولى من الفتيات اختارت مشروع Aqua Club، مشروع نادي سباحة صيفي وشتوي مع نشاطات مائية متنوعة، شعورا من الفريق النسائي بأن نساء الجالية محرومات من هذه الخدمات التي تغطي الناحية الرياضية والاجتماعية والترفيهية لكل الأعمار والأجناس.. طرح المشروع لم يكن موفقا من الناحية المالية والاستثمارية.. 

المشروع الثاني من قبل الفريق الثاني من الأخوات كان الخط الساخن Hot Line، الذي يستقبل مكالمات أصحاب الحالات الخاصة من المرضى النفسيين والعصبيين ومن الذين يعيشون حالات مرضية خاصة، ويتيح المجال لأهل الخبرة والاختصاص من أبناء الجالية من التواصل مع هؤلاء المرضى الذين ربما لا يتاح لهم التحدث عن أمراضهم ومشاكلهم بلغتهم الأم.. 

على أهمية المشروع لم يعتبر أولوية من قبل اللجنة الفاحصة وليس له مردود مالي واضح، مع أن كلفته ربما تكون محدودة.. 

المجموعة الثالثة وكانت من الشباب، تقدمت بمشروع شراء مخيم خاص بالجالية، يتيح لمختلف المراكز والجمعيات والمؤسسات استعماله لنشاطاتها الخاصة أو المشتركة، ويمكن افتتاحه لمعظم أبناء الجالية من العائلات والمجموعات من الشباب والشابات للبرامج الثقافية والدينية والرياضية والتربوية والاجتماعية والعائلية وغيرها.. 

ولاقى المشروع تنويه اللجنة لوضوح الفكرة والحاجة والأولوية وكذلك سهولة وتيسر الجانب المالي والاستثماري منه..      

أما المجموعة الأخيرة وكانت من الشباب الذين أختاروا مشروعا متكاملا، يحتوي على بناء كبير أو مجموعة من الأبنية التي تتضمن الملاعب الرياضية والمدرسة وقاعة الاحتفالات وغيرها من الأقسام التي تغطي مختلف أنشطة الجالية الدينية والثقافة والرياضية والتربوية والاجتماعية وغيرها..  

وكان المشروع واضحا لدى هذه المجموعة بأولويته على صعيد حاجات الجالية وامكانية تأمين الدعم المالي والاستثماري له، ولاقى تجاوبا وتنويها واضحا من اللجنة المستثمرة التي وعدت بدعم هذا المشروع وإطلاق عليه تسمية  Méga Community Project.. 

وهكذا يتقدم الشباب في الجالية لإطلاق الأفكار وتبنيها والعمل على وضعها في مواقع التنفيذ، شعورا منهم بأن الجيل الأول من الجالية قد استنفذ قدراته وطاقاته وأفكاره وابداعاته، والذي بين ايدينا من مؤسسات هي حصيلة نصف قرن تقريبا من حط الأقدام الأولى للرعيل الأول من أبناء هذه الجالية!.. 

تنتقل المسؤولية للجيل الثاني والثالث، وفي مخيم "جسور" أطلقت الأفكار والحروف التي تبحث عن نقاط واضحة لتزينها!..