صدى المشرق – مونتريال
الاستاذ محمد شريف كامل العضو الناشط في العديد من منظمات المجتمع المدني والعضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية) اعتبر في اجاباته على اسئلتنا ان " مقولة البعض بأنه في بعض الدوائر أصواتنا لا تؤثر هي مقولة مغلوطة، فيجب ألا ننسى ان نتيجة الانتخابات الديمقراطية لا تحسم إلا مع احتساب آخر صوت، لأن صوتا واحدا كفيل بتغيير نتيجة الانتخابات". ورأى كامل انه " يجب أن ندرك أنه لا يوجد على وجه الأرض أي حزب قد نتفق معه اتفاقا كليا. ولذا علينا أن نأخذ بقاعدة "أقل الضررين" وأن نختار من سيكون أقرب لأفكارنا وأصلح للمجتمع ككل..". وشدد كامل أنه " يجب أن نقيّم الأحزاب والمرشحين وفقا لموافقهم وليس أقوالهم. وكمثال على ذلك رئيسة حزب الخضر التي ادعت مساندتها لحقوق الانسان وبعد انتخابها ظهرت حقيقة موقفها من التأييد المطلق للكيان الصهيوني، وكذلك أحزاب اليمين مثل المحافظين الذي يدّعي الدفاع عن الأديان ويؤجج مشاعر الكراهية ضد الأقليات ويلتقي في ذلك مع مواقف حزب الشعب ولكن بفارق وحيد أن حزب الشعب واضح في كراهيته للمهاجريين والأقليات".
ولفت الى ان " حزبا الأحرار والديمقراطي الجديد هما الأقرب، وانا استبعدت حزب الخضر من الاختيار في هذه الانتخابات لضرورة التخلص من رئيسة الحزب، وهذا لن يكون إلا بتراجع نسبة التصويت للحزب في هذه الانتخابات". وللجالية قال كامل " صوتنا أمانة وادلاؤنا به ضرورة، و إن لم نحسن العمل به سندفع الثمن غاليا في حياتنا ومستقبل أبنائنا، وسنحاسب عليها يوم الحساب".
- ما هي اهمية المشاركة في التصويت في الانتخابات القادمة، سيما ان الكثيرين يعتبرون ان هذه المشاركة لا تقدم ولا تؤخر وبالتالي لا داعي لنا كجالية لكي نذهب الى صناديق الاقتراع خصوصا في المناطق التي لا يشكل فيها العرب والمسلمون الا نسبة ضئيلة؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نحدّد ماهية مخرجات الانتخابات. نتيجة الانتخابات هي حكومة تدير شؤون حياتنا اليومية ومستقبل أولادنا، تدير حياتنا هنا على أرضنا في كندا وكذلك تؤثر بشكل غير مباشر، بل أحياناً بشكل مباشر على قضايانا الأساسية الدولية مثل قضية فلسطين وقضايا حقوق الإنسان والاقتتال في العالم.
بالإضافة للحكومة، فالانتخابات تقدم أعضاء برلمان في حزب الحكومة وأحزاب المعارضة، وبلا شك نحن نحتاجهم جميعا كل يوم، فتكون اهتماماتنا وقضايانا ومستقبل أبنائنا نصب أعينهم.
ومقولة البعض بأن هناك بعض الدوائر أصواتنا لا تؤثر فيها هي مقولة مغلوطة، فيجب ألا ننسى ان نتيجة الانتخابات الديمقراطية لا تحسم إلا مع احتساب آخر صوت لأن صوتا واحدا كفيل بتغيير نتيجة الانتخابات.
فلكل ذلك، ليس من المقبول أن نتوارى خلف بعض الاستنتاجات والتوقعات وألا نقوم بدورنا، ولذا فإن المشاركة في الانتخابات لها ضرورتها التي تجعلها واجبا شخصيا وجاليويا ووطنيا بل ودينيا أيضا.
- ما هي معايير الخيار الافضل للتصويت ؟ هل هي للحزب ام للمرشح؟ هل نقدم التصويت الاستراتيجي على المبدئي او العكس؟
أعتقد أننا قبل التصويت يجب أن نُقيّم مواقف الحزب والمرشح أيضاً، لأن أعضاء الحزب لهم تأثير حقيقي على سياسية الحزب وقرارته، ومن الأمور الهامة ألا نغترّ بالوعود البراقة، وأن نُقَيّم ما قامت به الأحزاب وتاريخها وليس ما تَعِدُ به.
وبلا شك يجب أن نقيّم الموقف العام قبل أن نتخذ أي قرار حتى لا نصل إلى نتيجة غير مرضية. ومن الضروري ان نضع أسسا موضوعية للتقييم وألا يكون التقييم مبنيا على قضية واحدة، ويجب أن ندرك أنه لا يوجد على وجه الأرض أي حزب قد نتفق معه اتفاقا كليا.
ولذا علينا أن نأخذ بقاعدة "أقل الضررين" وأن نختار من سيكون أقرب لأفكارنا وأصلح للمجتمع ككل، ولنراجع اتجاهات التصويت في الانتخابات السابقة، والنتائج كلها متاحة على عديد من المواقع منها:
https://en.wikipedia.org/wiki/Results_of_the_2019_Canadian_federal_election_by_riding
- هل الاولوية للخطط الداخلية ام المواقف الخارجية للاحزاب ؟
الأمر لا ينفصل، فالمواقف المبدئية لا تتجزأ، ويجب أن نقيّم الأحزاب والمرشحين وفقا لمواقفهم وليس أقوالهم. وكمثال على ذلك رئيسة حزب الخضر التي ادعت مساندتها لحقوق الانسان وبعد انتخابها ظهرت حقيقة موقفها من التأييد المطلق للكيان الصهيوني، وكذلك أحزاب اليمين مثل المحافظين الذي يدّعي الدفاع عن الأديان ويؤجج مشاعر الكراهية ضد الأقليات ويلتقي في ذلك مع مواقف حزب الشعب ولكن بفارق وحيد أن حزب الشعب واضح في كراهيته للمهاجريين والأقليات.
فلا يجب أن نتناسى أن حقوق الأنسان لا تتجزأ، ولذا فالأمور الداخلية والخارجية مرتبطة ارتباط كلي.
- الكثيرون في الجالية مترددون في خياراتهم بين الاحزاب ولمن يجدر بهم اعطاءه صوتهم ... ماذا تقول لهؤلاء وهل يترك الخيار للناس ام يمكن تحديد الجهة التي ينبغي ان تذهب اليها الاصوات؟
بلا شك بأن الخيار شخصي، وهذه هي الديمقراطية. وما نقوم به نحن من خلال تلك الكلمات هو محاولة للتفكير الجمعي وصولا لقناعات مشتركة وليس توجيها لأي شخص. وأنا أعتقد أن أنسب حال للمجتمع الكندي والأقليات معا هو حكومات الأقلية، وليست الأغلبية التي تحول الديمقراطية الى ديكتاتورية الحزب الحاكم لمدة أربعة سنوات.
وباستعراض مواقف الأحزاب وتاريخها القريب والبعيد، وكذلك النظام الانتخابي المعمول به، نجد أن أحزاب الوسط واليسار هي دائما الأقرب والأقل ضراراً. ولذا فحزبي الأحرار والديمقراطي الجديد هما الأقرب، وتلاحظون أنني استبعدت حزب الخضر من الاختيار في هذه الانتخابات لضرورة التخلص من رئيسة الحزب، وهذا لن يكون إلا بتراجع نسبة التصويت للحزب في هذه الانتخابات. وكذلك حزب الكتلة الكيبكية الذي فقد سبب وجوده وأظهر حقيقة موقفه من الأقليات ومشاركته المباشرة في تعميق التفرقة العنصرية.
- هناك من يتخوف من وصول المحافظين لسدة الحكم.. لذا يدعون الى التصويت لحزب الاحرار ما رأيكم بعيدا عن تقييمك لمواقف الاخير؟
أعتقد أن ليس هناك أدنى شك بأن وصول المحافظين للحكم، سيكون له تأثير سلبي على كل شيء، لأن ما كان يعرف من قبل من المحافظين التقدميين فهو بلا شك امتداد لحركة اليمين العنصري كترامب وأمثاله، لذا يجب أن نركز على كيفية إيقاف المد اليميني المتطرف ومنعه من إغراق كندا. ولكن ذلك يجب ألا يكون استسلاما كاملا لحزب الأحرار، ولا تسليما لكندا لديكتاتورية حزب الأحرار الذي يعتقد أنه يمكنه أن يلعب على التوازنات ليبقى في الحكم.
ولذا علينا أن نبدأ بتقييم كل دائرة انتخابية على حدى، وأن نحدد لمن ندلي بأصواتنا دون الإخلال بالهدف والتوازن المطلوب تحقيقه.
ولأن الحزب الديمقراطي الجديد فرصه ضعيفة جدا في إمكانية تشكيل حكومة، فلا أجد بديلا عن التصويت الاستراتيجي، وسأضرب مثالا بنفسي، سأراجع نتائج الانتخابات السابقة في دائرتي، وسأبني قراري وفقا للتالي:
- إذا كان نصيب مرشح الأحرار أكثر من 50% من إجمالي الأصوات، أصوت للحزب الديمقراطي الجديد
- إذا كان موقف مرشح الأحرار حرج، أصوت لحزب لأحرار
- إذا كان حزب الأحرار ليس لديه أية فرصة، أصوت للحزب الديمقراطي الجديد
- برأيك ما هو دور النائب من أصول عربية وعليه ما هم تقييمك لدور من انتخبوا منذ العام 2015؟
رغم قناعتي بضرورة المشاركة والترشّح، وأن وجود المرشحين من أصول عرقية أمر هام، إلا أن العبرة ليست بالاسم ولا الصورة ولكن بالمواقف. فهناك من الأسماء العربية من استخدم الجالية ولم يقدم شيئا للجالية أو للمجتمع الكندي ككل. ولكن هناك الكثير منهم كان معبّرا حقيقيا عن الجالية وقدّم الكثير. ونعود مرة أخرى للتقييم ويجب أن يكون ذلك مبنيا على الأسس التي تحدثنا عنها وليس على الوعود البرّاقة ولا الاسم ولا العرق.
- ما هو السبب في ندرة المرشحين من أصول عربية في الانتخابات الفدرالية الحالية ؟
الترشح للانتخابات يحتاج لكثير من الأمور، يبدأ بالعمل التطوعي داخل الأحزاب وعلى الأرض في الدوائر الانتخابية، ومن ثم القدرة على حشد عدد كبير من المتطوعين خلفه وجمع التبرعات. وكذلك عدم الاقتصار على العمل داخل الجالية و معرفة كيفية التعامل داخل الأحزاب واختيار الحزب الأقرب لأفكاره، ومعرفة كيفية التعامل مع نقاط الاختلاف بين مبادئ الشخص ومقررات الحزب وكذلك كيفية بناء تحالفات داخل الحزب المنضم إليه، واختيار التوقيت المناسب والدائرة المناسبة وعدم مناطحة قوى سياسية وجاليوية هي قريبة منا، سيما ان هناك تقاطعات كثيرة بين مطالبنا. وهناك العديد من الأمثلة الجيدة ومنها عضو البرلمان النائب عن دائرة "بيرفوند-دولار" الأستاذ سمير زبيري الذي أحيي فيه صلابته واتباعه لكل هذه الخطوات فكان ممثلا حقيقيا للشباب الكندي من أصول عرقية غير البيضاء.
- هل من كلمة توجهونها للأحزاب الفدرالية والجالية والمرشحين ؟
الأحزاب والمرشحون أقول لهم انه يجب أن يدركوا أن لعبة الوعود الزائفة قد كشفت، وأن الأسماء والأقوال بلا أعمال حقيقية لا قيمة لها، وإن لم تقفوا بجانب قضايانا فلا تستجدوا أصواتنا.
وللجالية أقول صوتنا أمانة وادلاؤنا به ضرورة،و إن لم نحسن العمل به سندفع الثمن غاليا في حياتنا ومستقبل أبنائنا، وسنحاسب عليها يوم الحساب.