مؤتمر "فلسطين: رؤية للتّحرر ومجابهة الاستعمار " في اوتاوا .. شعار "فلسطين من النهر إلى البحر" حقيقة جغرافية وتاريخية وسياسية ونضالية

  • article

صدى المشرق

من المقرر ان تبدأ يوم غد الجمعة في الثامن والعشرين من شهر نيسان / ابريل اعمال مؤتمر "فلسطين: رؤية للتّحرر ومجابهة الاستعمار " في العاصمة  اوتاوا وينتهي يوم الاحد في الثلاثين من نيسان بمشاركة اكثر من 16 جمعية  ، والذي يدعو "لضرورة وجود رؤية شاملة للتحرر واستراتيجية سياسية ونضالية لمجابهة الإستعمار. ولا نقصد الاستعمار الصهيوني وحسب بل الاستعمار هنا في كندا أيضاً. وفي الولايات المتحدة واستراليا ونيوزليندا وغيرها. كما لا نقصد الاستعمار الاستيطاني والعسكري وحسب، بل كل أشكال الهيمنة الاستعمارية الاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية"، كما ابلغنا الكاتب الفلسطيني خالد بركات عضو الهيئة التنفيذية لحركة المسار الثوري البديل واحد منظمي المؤتمر .
المؤتمر تعرض لهجوم من قبل المؤيدين لاسرائيل والى دعوات لالغاء المؤتمر لم يتجاوب معها المسؤولون الكنديون .
وقد اكد بركات لموقعنا اننا " لم نفاجىء من الهجوم العنصري الصهيوني على مؤتمرنا، ونعرف القوى التي تقف خلف هذه الحملة التحريضية، وتحديداً صحف يمينية عنصرية مثل "ناشيونال بوست" و"صحفيين" من الدرجة العاشرة لا علاقة لهم بالعمل الصحفي ولا أخلاقيات هذه المهنة، إنهم فاشلون حتى في فبركة الأكاذيب".  

واعتبر بركات ان " شعار "فلسطين من النهر إلى البحر" حقيقة جغرافية وتاريخية وسياسية ونضالية. وهو يلخص موقف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ويعكس موقف مقاومته الباسلة، وتمسكه بوطنه، كما يعبر عن موقف شعوب الامة وأحرار العالم".

وعن اتهامه بالعلاقة مع "منظمات ارهابية" قال بركات " لم تبق جهة في معسكر المقاومة مُدرجة على ما يسمى "قوائم الارهاب" لم نُتهم بالعلاقة معها. من "حزب الله" إلى "حماس" وصولاً  إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامي وغيرها من قوى، ثم أضافوا في الفترة الأخيرة كذبة جديدة وهي اتهامنا أننا "أدوات إيرانية" !".

وشدد على اننا " لا نكترث لمثل هذه الاتهامات والترهات الصهيونية لأننا باختصار شديد مع المقاومة وعلى رؤوس الأشهاد، ونعتز بقواتها المسلحة الباسلة ومجاهديها في لبنان وفلسطين، ونعتبرها الأمل الوحيد للأمة، والراية التي لن تسقط، والممثل الشرعي الوحيد لنضال شعبنا وأمتنا".



ينعقد مؤتمر في العاصمة تحت شعار "فلسطين: رؤية للتّحرر ومجابهة الاستعمار" ويستمر ثلاثة ايام ..هل يمكن ان تحدثونا عن المؤتمر؟ من هي الجهة المنظمة ؟ أهدافه ومناسبة إقامته وسبب اختيار العاصمة الكندية لانعقاده ؟
 

شكراً لموقع "صدى المشرق" على هذه المقابلة. وللإجابة المكثفة والمختصرة أقول: هذا المؤتمر يحمل إسم فلسطين المحتلة كبوصلة نضالية، ويدعو لضرورة وجود رؤية شاملة للتحرر واستراتيجية سياسية ونضالية لمجابهة الإستعمار. ولا نقصد الاستعمار الصهيوني وحسب بل الاستعمار هنا في كندا أيضاً. وفي الولايات المتحدة واستراليا ونيوزليندا وغيرها. كما لا نقصد الاستعمار الاستيطاني والعسكري وحسب، بل كل أشكال الهيمنة الاستعمارية الاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية.

أما الجهة المنظمة فهي "حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل" ونحن حركة فتية عُمرها أقل من عامين، إنطلقت في الشتات وتحديداً في مؤتمرات عقدت في بيروت ومدريد وساوباولو في البرازيل، كحركة فلسطينية عربية أممية أعلنت عن ولادتها في أكتوبر تشرين الثاني 2021 في فضاء ذكرى مرور 30 عاماً على مؤتمر مدريد التصفوي عام 1991 الذي أسس فيما بعد إلى اتفاقيات أوسلو ووادي عربة وغيرها من صكوك الإستسلام والإذعان للكيان الصهيوني ورعاته من القوى الامبريالية وتحديداً الولايات المتحدة وحلف الناتو وعملائهم.

هدف المؤتمر الأساسي، بوضوح شديد، هو إطلاق حركتنا والإعلان الرسمي عنها في القارة، والعمل من أجل بناء جبهة عربية وأممية في قارة أمريكا الشمالية تكون جزء من الحركة المناهضة للامبريالية والصهيونية والعنصرية من جهة وظهيراً سياسياً وشعبياً ونضالياً لشعبنا في فلسطين المحتلة،و سنداً شعبياً للمقاومة في المنطقة أيضاً. ولا نخاف من هذا الإعلان ولا من تبني هذا الموقف. فنحن في حركة المسار الثوري البديل جزء لا يتجزأ من معسكر المقاومة الذي يناضل في مواجهة قوى الاحتلال والهيمنة والاستغلال، ونريد أن نكون جزء من هذه الجبهة أيضاً والتي ستشكل إمتداداً طبيعياً لمعسكر التغيير الثوري التعددي الذي تقوده قوى المقاومة.

أما لماذا اخترنا أوتاوا، الحقيقة اننا بحثنا عن أفضل الخيارات لمكان وموعد عقد المؤتمر الأول للحركة في القارة، وكان لدينا أكثر من مقترح ثم كانت (أوتاوا) هي الخيار الأنسب في هذه الفترة. غير أننا اتفقنا على عقد مؤتمراتنا القادمة في مدن كندية وامريكية متعددة.

 

تعرض هذا المؤتمر قبل انطلاقه الى هجمة كبيرة من قبل وسائل اعلام اللوبي المؤيد لاسرائيل، كيف تقرؤون هذا الهجوم؟

هذا هو الأمر الطبيعي إذا دققتم في الأمر. نحن لم نفاجىء من الهجوم العنصري الصهيوني على مؤتمرنا، ونعرف القوى التي تقف خلف هذه الحملة التحريضية، وتحديداً صحف يمينية عنصرية مثل "ناشيونال بوست" و"صحفيين" من الدرجة العاشرة لا علاقة لهم بالعمل الصحفي ولا أخلاقيات هذه المهنة، إنهم فاشلون حتى في فبركة الأكاذيب. لذلك رفضنا إجراء مقابلات معهم وقلنا لهم السبب: لأنكم لسان الصهيونية ونظام الإجرام في فلسطين.

ثم هناك سفارة الكيان الصهيوني وأدواتها وعملائها. فالقوى الصهيونية الأمريكية والكندية تعمل لمصلحة "اسرائيل" فقط ولا تعمل لمصلحة شعوب القارة أو تسعى إلى بناء مجتمع تعددي ديمقراطي تسوده قيم الأخوة والتضامن والسلام والتعاون. إن هدفهم في المقام الأول والأخير خدمة مشروع الاستعمار الصهيوني العنصري في فلسطين والهيمنة على ثروات وخيرات المنطقة العربية وتكريس وجود كيانهم المجرم في قلب الوطن العربي الكبير وفي قلب العالم الإسلامي ومنطقتنا

 هناك من "يتضامن مع إسرائيل" مقابل حفنة من المال، هناك من يفعل ذلك من أجل رحلة مجانية يصحب عائلته إلى فلسطين المحتلة ويستجم على شواطيء حيفا المحتلة، أو مقابل أصوات بعض اليهود في كندا في أي انتخابات قادمة، أو لتقديم أوراقه إعتماد للكيان العنصري الإسرائيلي بوصفه "وفياً وصديقاً" وهؤلاء في الحقيقة باتوا مكشوفين وهامشين جدا لا تأثير لهم.

 

شعار "فلسطين من النهر الى البحر" الا يستفز انصار اسرائيل سيما انهم يحتفلون بالذكرى الـ 75 لقيامها؟

صحيح، لإنه يستعيد جوهر ما ناضل الناس من أجله عقود من الزمن، ولأنه يكشف جوهر مشروعهم الاستعماري العنصري في فلسطين. فشعار "فلسطين من النهر إلى البحر" حقيقة جغرافية وتاريخية وسياسية ونضالية. هذا الشعار يلخص موقف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ويعكس موقف مقاومته الباسلة، وتمسكه بوطنه، كما يعبر عن موقف شعوب الامة وأحرار العالم. يؤكد عودة الوعي الثوري للجماهير التي خدعتها لعبة "التسوية والسلام". كنا قلة قليلة نهتف هذا الشعار قبل 30 سنة ولكننا كنا نردد مع الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية ومع الشهيد فتحي الشقاقي والأقلية الثورية مقولة الإمام علي بن طالب كرم الله وجهه (لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) حتى عاد هذا الشعار اليوم بوصلة وموقفاً يسر الصديق ويغيظ العدو

 

يحاولون ربطكم بجهة مصنفة على لائحة الارهاب في كندا وفي عدد من دول العالم ... كيف تعلقون على هذا الربط؟

لم تبق جهة في معسكر المقاومة مُدرجة على ما يسمى "قوائم الارهاب" لم نُتهم بالعلاقة معها. من "حزب الله" إلى "حماس" وصولاً  إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامي وغيرها من قوى، ثم أضافوا في الفترة الأخيرة كذبة جديدة وهي اتهامنا أننا "أدوات إيرانية" !

قالوا ذلك علناً في مؤتمر عقدوه خصيصاً في بروكسل قبل شهر، وجمعوا وحشدوا له عددا من نواب اليمين الفاشي الأوروبي، واستجلبوا وفود أمنية اسرائيلية تحت غطاء "منظمات غير حكومية" وشاركت عشرات المنظمات الصهيونية وبعض هؤلاء بالمناسبة من النازيين الجدد، يكرهون اليهود أصلاً، فضلاً عن بعض عملائهم من شيوخ التطبيع وعملاء الكيان في أوروبا.

نحن لا نكترث لمثل هذه الاتهامات والترهات الصهيونية لأننا باختصار شديد مع المقاومة وعلى رؤوس الأشهاد، ونعتز بقواتها المسلحة الباسلة ومجاهديها في لبنان وفلسطين، ونعتبرها الأمل الوحيد للأمة، والراية التي لن تسقط، والممثل الشرعي الوحيد لنضال شعبنا وأمتنا. نحن لا نخفي حُبنا واحترامنا وثقتنا بقيادة المقاومة، ونقول ذلك في العلن. هذا حقنا المشروع في التعبير عن رأينا يضمنه القانون الكندي ويحميه. ولكن نحن لا ندعم المقاومة مادياً، ولا تربطنا صلة تنظيمية معها تخالف القانون في هذا البلد، صحيح انه قانون فاشي وعنصري لكنه في نهاية الأمر قانون، وتغييره وشطبه سيأتي بالضغط الشعبي وبالقانون أيضاً، ورأينا أنه يمكن تحقيق انتصار تاريخي كبير إذا قررنا الدفاع عن المقاومة وشرحنا مشروعها باعتباره مشروعاً انسانياً وتحررياً أولاً وعاشراً

 

في المقابل لم تنجح محاولاتهم مع الجهات الرسمية الكندية في الغاء المؤتمر بالرغم من مواقف الحكومة الكندية التي ايدت "التعريف المعادي للسامية" ..

 نعم فشلوا وسيظلوا يفشلون ان شاء الله، فلا يوجد سبب واحد يمكن للحكومة الكندية أن تعتمد عليه لإلغاء مؤتمر سياسي فكري وجماهيري ينظمه مواطنون ومواطنات في أمريكا الشمالية ومنظمات شعبية ونقابية وطلابية، وهدفه مناهضة العنصرية والاستعمار.

أمّا ما يسمى قانون "التعريف العالمي لمعاداة السامية" فهذا نكتة سمجة في الواقع لا قيمة لها. بل إن رفاقنا اليهود هم أكثر من يتصدى لمثل هذه القوانين العنصرية التي تهدف في الواقع إلى تجريم من يوجه النقد للاحتلال ويرفض ممارسته. يعتبرون أن "نقد اسرائيل يساوي نقد الديانة اليهودية واليهود بالجملة" وهذه سخافة، لا أحد يأخذها على محمل الجد. كل الجامعات والمعاهد الأكاديمية المحترمة حول العالم، من هارفرد إلى اكسفورد وصولاً إلى السوربون، رفضت تبني هذا الفهم لأنها لا تريد ان تتحول إلى مسخرة ومحطة للتندر. هذا قانون سياسي بامتياز، وفاشي بامتياز، وسيسقط في الوحل

 

تتهمكم منظمة CIJA  بالتحريض على الكراهية ضد الجالية اليهودية في كندا هل هذا الاتهام برايكم يستند الى دلائل ؟

لا يوجد لديهم أي شي إلا اتهامات وفبركات تستند على أكاذيب.

           

بالعودة الى المؤتمر هل تتوقعون محاولات لافشاله او الغائه؟

لا نتوقع الغائه. وسنعقده ولو في الهواء الطلق

           

هل لديكم كلمة اخيرة ؟

نشكر صدى المشرق على هذه المقابلة ونتمنى لكم وللقراء الأعزاء دوام الصحة

معرض الصور