صدى المشرق ـ مونتريال
في ذروة ابادة وحشية تُنَفّذها اسرائيل ضد المدنيين في غزة ، وهي التي تعتبر نفسها الدولة التي تمثل اليهود في العالم دخل الى المجمع الاسلامي في مونتريال 3 حاخامات يهود بعد ان انتهوا من المشاركة في تظاهرة حاشدة ضد الاحتلال الاسرائيلي اقيمت في مونتريال. وجود هؤلاء الحاخامات للمشاركة في احتفال دعما لغزة اثارت تساؤلات واستغراب تم التعبير عنها بشكل علني، وكان فرصة للحديث عن حقيقة موقف الدين اليهودي من المجازر التي ترتكب باسم اليهودية ضد الاطفال . لم يقتصر اللقاء على اجابات بالصميم عن تساؤلات تراود الكثيرين، بل امتد الى اهمية العلاقة الطيبة بين المسلمين واليهود والمسيحيين. " فمشكلتنا ليست دينية ولا عقائدية وقد كان اليهود والمسيحيون والمسلمون يعيشون في فلسطين بمحبة واحترام على مدى التاريخ الى ما قبل مئة سنة، حين برزت الصهيونية التي دمرت الوئام والاحترام في المجتمع الفلسطيني"، كما قال الناطق باسم "ناطوري كارتا" الحاخام اليهودي دوڤيد فلدمان، الذي اكد على اننا "لا نكرهكم ونحن كنا اصدقاء لسنوات طويلة ". واعتبر ان "ما يجري في فلسطين اليوم ليس مخالفة للقوانين الدولية بل للقوانين اليهودية . دولة اسرائيل لا تمثل باي حال الدين اليهودي ولا تمثل الشعب يهودي". اجوبة لعلها تكسر الكثير من الحواجز التي ما استعرت الا مع نشوء كيان على حساب الفلسطينيين وخلق عداوات لم تكن موجودة ، فالحركة الصهيونية " تريدنا ان نعتقد انه بسبب اختلاف ادياننا علينا ان نتحارب. لكن برغم تعدد الاديان عشنا بسلام"، كما قال فلدمان. واضاف" كاشخاص يمكننا ان نعيس بسلام . لكنها الحركة السياسية الصهيونية التي اتت باجندة ظلم الآخرين من لا يريد ذلك" .
الاحتفال
فقد نظم المجمع الاسلامي في مونتريال ندوة سياسية تحت عنوان : 'غزة: الإبادة الجماعية' بمشاركة المحامي في القانون الدولي والقانون الجنائي جون فيلبوت، واستاذة اللغة العربية في مركز الدراسات الاسلامية في جامعة ماكغيل الدكتورة ميشيل هارتمان، امام المجمع الاسلامي سماحة الشيخ علي سبيتي، والناطق باسم "ناتوري كارتا" الحاخام اليهودي دوڤيد فلدمان وذلك عند الساعة السادسة والنصف من يوم الاحد في 12 تشرين الثاني نوفمبر 2023 بحضور كبير، وذلك عند الساعة السادسة والنصف من مساء الاحد في الخامس من شهر تشرين الثاني الجاري .
افتتح البرنامج بآي من القرآن الكريم للمقرئ حسان قصير .
حريري : نشهد ما قرأناه في كتب التاريخ عن الإبادة الجماعية
قدمت للمناسبة الشابة فاطمة حريري التي قالت " في 36 يومًا فقط، قُتل أكثر من 11 ألف شخص على يد الجيش الإسرائيلي في غزة، من بينهم أكثر من اربعة آلاف طفل. ولا يزال العديد من الفلسطينيين في عداد المفقودين، ولا تزال الجثث تحت الأنقاض". واضافت حريري " لقد قصفوا سيارات الإسعاف والمستشفيات والمدارس ومنازل المدنيين، وحتى مرافق الأمم المتحدة... ولا يوجد الآن أي صحفي أو طاقم طبي أو حتى مدنيين آمنين في غزة". ورأت اننا " نشهد الآن ما قرأناه ذات مرة في كتب التاريخ عن الإبادة الجماعية.. وعندما نسأل عن هذه الهجمات الوحشية، يقال لنا: القوات الإسرائيلية تقاتل "الحيوانات البشرية"، و"الصراصير"، و"المتوحشين" .. وهي مصطلحات يستخدمها المسؤولون الإسرائيليون لوصف الفلسطينيين.. ولا نسمع إدانة للافتراءات الهمجية والسلوكيات اللاإنسانية، بل دعوة لمزيد من العنف وإظهار واضح للعنصرية ودعم التطهير العرقي".
المحامي جون فيلبوت: الدولة التي تحتل لا يحق لها ان تدافع عن نفسها
اول المتحدثين كان المحامي في القانون الدولي والقانون الجنائي جون فيلپوت الذي قال " لا نعرف ما جرى في السابع من شهر اوكتوبر - تشرين الاول حيث اننا نسمع الكثير من القصص حولها .. وسواء كنتم مع ما جرى ام لا فان تفوق الجيش الاسرائيلي تم تحطيمه ـ برايي ـ للابد".
واعتبر فيلبوت ان " من حق الشعوب المحتلة ان تستخدم السلاح ويمكنكم مراجعة قرارات الامم المتحدة . فالدولة التي تحتل لا يحق لها ان تدافع عن نفسها. وعليه اسرائيل لا يحق لها الدفاع عن نفسها وهذا مبدأ اساسي . والقول ان اسرائيل يحق لها الدفاع عن نفسها ليس له اساس . وعلينا ان لا نقبل هذا الخطاب" . واعتبر فيلپوت ان " الحل الممكن في فلسطين هو الحل السياسي وانا لست هنا لأضع الحل فانا مواطن كندي" . ولفت الى ان " علينا ان نتذكر ان العقاب الجماعي هو غير قانوني.. هناك محاولة لفصل او تدمير جزء من الشعب الفلسطيني وهنا يمكن استخدام مصطلح الابادة" . واعتبر ان " هذا المصطلح لا ينطبق على ما يجري في اوكرانيا بل ينطبق في غزة" . فيلبوت اعتبر انه " يجب التوصل الى وقف لاطلاق النار وليس الى هدنة انسانية تقول: اوقفوا الحرب قليلا.. كلوا بعض الطعام ثم عودوا للقتل" . واعتبر ان "هذا ليس مقبولا.. هذا تبرير للقتل والموت ".
وتناول ما يحاول الاعلام فرضه من خلال الزام ادانة حماس قبل الحديث عن فلسطين وقال " لا هذا ليس صحيحا ".
الحاخام دوڤيد فلدمان : من المؤسف ان القتل يتم بإسمنا
الناطق باسم حركة "ناطوري كارتا" الحاخام دوڤيد فلدمان قال في كلمته " في وقت نجتمع فيه هنا يتم تنفيذ ابادة بشعة حيث المئات من الاطفال والنساء يقتلون بشكل جماعي . كلنا لدينا عائلات واطفال ونريد لعائلاتنا ان تكون آمنة ولا يمكننا ان نتخيل ان يكون اي من افراد عائلاتنا يواجهة التهديد والخطر والقتل . وانا كحاخام يهودي وكشخص يهودي اقول ان المشكلة اسوأ من ذلك بكثير، حيث ان هذا وبكل اسف يتم باسمنا . فوق كل ذلك يتم استخدام الدين اليهودي بطريقة خاطئة لتبرير كل هذه الجرائم" . واعتبر ان " الحركة الصهيونية بنيت على باطل . ساحاول ان اشرح كيف يتم اساءة استخدام الدين اليهودي بطريقة غير عادلة . "
واعطى فلدمان مثالا على ذلك مفهوم "الارض الموعودة" وقال " من اشْهَرِ ما تستخدمه الدعاية اليهودية مفهوم الارض الموعودة ، بان الله وعد اليهود بالارض المقدسة ... حاوَلوا ان يصوّروا ان كل اليهود يؤيدون هذه الحركة الصهيونية ودولة اسرائيل واذا تجرأتم على الانتقاد فانتم معادون للسامية" .
واضاف فلدمان " نعم، مفهوم الأرض الموعودة مذكور في التوراة، لكنهم لا يُظهِرون لكم إلا وجهاً واحداً من وجهَي العُملة. فوفقاً للديانة اليهودية، وعد الله ولدَي إبراهيم، إسحق ويعقوب بالأرض المقدَّسة، وقد تحقق ذلك الوعد بإحضار الشعب اليهودي إليها. فنحن نؤمن أننا أُحضِرنا إلى الأرض المقدَّسة بالمعجزات، وبيد الله، لا بقوَّتنا. لكن الوجه الآخر من العملة أساسي جداً بالنسبة لليهودية، وهذا للأسف ما نسيه كُثُر اليوم. فالوجه الآخر يتمثل بالإشارة مرتين في التوراة إلى الآتي: "لا تدنِّسوا الأرضَ فتنبُذكم"، فإن لم يُحافِظ الناسَ على مستوى القداسة الذي يريده الله فهُم سيُنفَون من الأرض. للأسف، بعد مئات السنين، حذَّر الله الشعب اليهودي عبر الأنبياء من أنهم ما لَم يتوبوا فسُينفَون من الأرض. وللأسف، هذا ما حصل، فقُد دُمِّر المعبد اليهودي المقدَّس، وأُخرِج الشعب اليهودي إلى المنفى".
وشدد الحاخام فلدمان على ان" كل اليهود عبر كل الاجيال بدون اي استثناء قبلوا النفي كارادة الهية وعلينا ان نقبلها ومحرم علينا محاربتها باي طريقة . نحن محرم علينا العودة الى الارض المقدسة بشكل جماعي .. بشكل فردي نعم .ونحن محرم علينا ان نحارب اي امة . وهذا من اسس اليهودية التي قبلها كل اليهود حتى بداية الصهيونية منذ قرابة الـ 150 عاما . وبحسب ديننا خلال وجودنا ـ كيهود ـ في المنفى علينا نعيش بسلام مع جيراننا ان نكون مواطنين مخلصين في البلدان التي نعيش فيها ومحرم علينا ان نحارب اي امة . هذا ما عاشه اليهود لاجيال عديدة". وخلُص الى انه " لدينا دين يهودي منذ 3000 سنة وفلسفة صهيونية تمتد الى 150 عاما . هذه الفلسفة نشات على يد اشخاص غير متدينين من امثال ثيودور هرتزل واصدقائه ، من اشخاص لم يكونوا يمارسون الشعائر اليهودية بل كانوا ممن يكرهون الله ويكرهون دينه. ومثل هؤلاء الاشخاص يمكنهم فقط تاسيس فلسفة على نقيض من الاسس اليهودية ... اذن ، الان عرفنا الفرق الكبير جدا وحجم التناقض بين اليهودية التي هي دين فقط يدور حول الايمان بالله والالتزام بوصاياه وبين الصهيونية التي هي حركة سياسية خالصة".
واعتبر ان "ما يجري في فلسطين اليوم ليس مخالفة للقوانين الدولية بل للقوانين اليهودية . دولة اسرائيل لا تمثل باي حال الدين اليهودي ولا تمثل الشعب يهودي. نعم هناك بعض الاشخاص من اصول يهودية قرّروا انشاء دولة اسرائيل والحركة الصهيونية ولكنهم لا يمثلون ابدا كل اليهود . لكن بنيامين نتنياهو يصر على ان يسمي اسرائيل الدولة اليهودية . لماذا ليس دولة اسرائيل؟ لماذا ليست الدولة الصهيونية؟ . انه يريدونكم ان تسموها الدولة اليهودية لانه يعني انها تمثل الشعب اليهودي وبالتالي اذا قام احد بانتقادها فانه ينتقد اليهود ما يعني معاد للسامية وهذا ما لا يريده أحد" .
واضاف " من المهم ان نعرف ان اليهودية والصهيونية ليسا متضادين فحسب. وهناك اعداد كبيرة من اليهود تعارض الحركة الصهيونية والدولة الاسرائيلية وتعارض كل الجرائم التي ارتكبت على مدى عقود وترتكب اليوم" .
وتناول ما يتعرض له من يعارضون الاحتلال وجرائمه وقال " يتم اليوم ترهيب الكثيرين منّا بشكل جدّي وانا متاكد ان الجالية الاسلامية تتعرض لذلك . الكثيرون خسروا عملهم في الاسابيع الاخيرة بعد السابع من تشرين الاول . اثنين من مجموعتنا خسروا مركزين مرموقين بسبب هذا الترهيب". واعتبر ان "هذا الترهيب يحول دون مشاركة الكثيرين من المسلمين واليهود من المشاركة في التظاهرات".
ولفت في كلمته الى انه " لدينا جماعات كبيرة في مختلف المناطق لديها معابد لا ترفع العلم الاسرائيلي ولا تتحدث عن اسرائيل. هؤلاء ليسوا صهاينة . وايضا في فلسطين المحتلة وفي القدس يوجد مجموعات كبيرة معادية للصهيونية وهم ناشطون علنا. ومن قام منهم بتظاهرات يحملون في خلالها الاعلام الفلسطينية تم توقيفهم والتضييق عليهم.. ومعابدهم تم تخريبها ويتم اخراج المعلمين من مدارسهم خلال الفصول الدراسية وتوقيفهم وهذا يحدث دائما ".
واعتبر ان " الحركة الصهيونية تريدنا ان نعتقد انه بسبب اختلاف ادياننا علينا ان نتحارب. لكن برغم تعدد الاديان عشنا بسلام . كاشخاص يمكننا ان نعيس بسلام . لكنها الحركة السياسية الصهيونية التي اتت باجندة ظلم الآخرين من لا يريد ذلك" .
وختم بالقول " اريد ان اضيف شيئا تستخدمه الحركة الصهيونية لاسكات الناس وهو استخدام مفهوم الخوف. كل واحد خائف.. وسائل الاعلام الرئيسية ومسؤولو البروباغندا الصهيونية يزرعون الخوف في كل واحد . مثلا اليهود خائفون من الفلسطينيين ... باعتبار ان الفلسطينيين يريدون قتلنا جميعا ورمينا في البحر . والمسلمون خائفون من اليهود لان اليهود قتلة . لكن علينا ان نتجاوز هذا الأمر . من واجبي ان ابلغ جاليتي انني قمت بزيارة مركز اسلامي ولم يقتلني احد وشاركت في تظاهرة دعما للفلسطينيين ولم يتعرض لي احد" واردف بالقول " لقد قمت بزيارة غزة بعد العام 2009 ولم يتعرض لي احد وكنا آمنين . واقترح نفس الامر عليكم . قولوا انه تحدث الينا حاخام.. لقد اجتمعنا باشخاص طيبين . اليهود عليهم ان يسمعوا هذا من الجالية الاسلامية.. نحن لا نكرهكم كنا اصدقاء لسنوات طويلة ".
واشار الى ان " هناك من يسال انه كيف يمكن ان يعيش المسلمون واليهود سويا" . وقال " هذا الامر كان موجودا . كلانا يؤمن باله واحد دين .. كلانا متقاربون وكنا نحترم بعضنا وحمينا بعضنا وهذا ما عشناه خصوصا في فلسطين".
وختم بالقول " نريد ان نصل الى وقف لاطلاق النار وهذا لا يكفي وحده . نريد حرية كاملة ونهاية للاحتلال كله وحينها يمكننا ان نرى السلام الذي كان موجودا من قبل . علينا جميعا ان نصلي من اجل السلام ومن اجل الارواح التي ازهقت والاطفال الصغار التي قتلت ".
ميشيل هارتمان : للمقاطعة أبعاد عدة
استاذة اللغة العربية في مركز الدراسات الاسلامية في جامعة ماكغيل الدكتورة ميشيل هارتمان تناولت في حديثها موضوع مقاطعة بضائع الاحتلال حيث تناولت تاريخ المقاطعة منطلقة من مقاطعة النظام العنصري في جنوب افريقيا وانتقلت بعدها الى الحديث عن مقاطعة اسرائيل وما اذا كانت امرا يمكن تحقيقه هنا في كندا او يمكن ان يؤدي الى نتائج مثمرة .
واشارت هارتمان في حديثها الى ان " اخوتنا واخواتنا وجهوا نداء طلبوا فيه مقاطعة الاحتلال وهناك موقع الكتروني يمكنكم مراجعته للاطلاع على القوانين".
ورات هارتمان ان "هناك مقاطعة اقتصادية تتمثل في عدم شراء بعض المنتوجات وهناك المقاطعة الثقافية المرتبطة بالموسيقى والافلام وهناك المقاطعة الاكاديمة المتعلقة بالجامعات وايضا هناك سحب الاستثمارات من الاراضي المحتلة وهناك المقاطعة السياسية ".
هارتمان اشارت الى ان " المقاطعة تعبر عن ثلاثة مبادىء اساسية تستند اليها وهي: الحرية والمساواة والعدالة القائمة على القانون الدولي" . ولفتت الى ان مطالب حركة المقاطعة تتمثل في ثلاثة امور، الأول : انهاء الاحتلال وانهاء استعمار الاراضي العربية وازالة الجدار العنصري. الثاني: حق جميع الفلسطينيين في اسرائيل في المساواة الكاملة. والثالث حق جميع اللاجئين الفلسطينيين في العودة . هذا ما يريد الفلسطينيون منا ان نقوم به" .
واكدت على "ضرورة عدم اقتصار الامر على عدم شراء المنتجات المدرجة على لائحة المقاطعة بل الاعتراض لدى اصحاب المؤسسات التي تبيعها مثل Provigo و Intermarche وغيرها والطلب اليهم عدم بيع هذه المنتجات والطلب اليهم استبدالها بمنتجات من بلدان اخرى مثل المغرب او غيره" . كما حثت على "دعوة اصدقائنا الى عدم شراء هذه البضائع" .
الشيخ علي السبيتي: ادانة الاجرام والاحتلال هو الطريقة لنُبقي انسانيتنا حية
امام المجمع الاسلامي في مونتريال سماحة الشيخ علي السبيتي قال في بداية كلمته " خلال وجودي في التظاهرة اليوم سالتني احدى الاخوات حول تاثير هذه الانشطة وفائدتها وهل يمكننا مواصلتها من غير ان نرى النتائج التي نتوخاها ؟". واضاف سماحته " هذا سؤال يراود الكثيرين، في وقت نجد انفسنا مطوّقين بالكثير من الشخصيات والمواقف والإعلام وحتى بعض الاصدقاء الذين يقفون في الطرف الاخر ..". وعقب سماحته بالقول " لكل هؤلاء أقول عندما ترفضون الاعمال الشيطانية ليس بالضرورة ان تصلوا الى نتيجة سريعة او في هذا الوقت انما ذلك هو واجب اخلاقي وديني لتنقية قلوبنا وافكارنا من القبول بمن يقومون بالافعال الشيطانية. والحديث الشريف المروي عن رسول الله (ص) يقول " من راى منكم سلطانا جائرا ولم يغيّر عليه بقول او بفعل كان حقا على الله ان يدخله مدخله " . فالصمت يشجع هؤلاء المعتدين على متابعة افعالهم . والامام علي (ع) يقول " اذا تركتم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سلط عليكم شراركم فتدعون فلا يستجاب لكم ".
واعتبر السبيتي ان " ما يريده الاحتلال الاسرائيلي اليوم من الجرائم المتكررة هو ان نتعود عليها وان يتعود عليها العالم فيواصلوا عملهم الاجرامي بدعم وحماية من القوى الكبرى الذين هم انفسهم مارسوا على مدى التاريخ استعمار الشعوب وارتكاب المجازر في الكثير من الاماكن" . واضاف " لذلك، ادانة الاجرام والاحتلال من خلال التظاهر والمقاطعة والتبرع للمحتاجين هو الطريقة لنُبقي قلوبنا وانسانيتنا حية. واذا بقينا في بيوتنا لا نهتم بما يجري فان الظلم سيكبر اكثر فاكثر ونكون نحن شركاء في الجرائم . لذلك علينا ان لا نشعر باي ضعف او اي عجز بل علينا ان نفعل ما في وسعنا لنوصل الصوت من دون ان ننتظر النتائج . هذا واجبنا وعلينا القيام به كما الصلاة" .
الشيخ السبيتي اكد في كلمته ان " ما يجمعنا اليوم هنا ليس الدين ولا اللغة والاثنيات انما الانسانية كوننا اناس قلقين على حياة ومصير الذين يُجزّر بهم في غزة . معنى ذلك اننا نشعر معهم ".
وختم بالقول " شكرا لحضوركم واظهاركم للعالم ان ما يجري اليوم ليست حربا دينية كما قال الحاخام المحترم، بل حرب بين الخير والشر.. بين من يريدون العيش بحرية وبين من يريدون بسط سيطرتهم على العالم ومقدراته من الذين يبيحون لانفسهم قتل الالاف لتنفيذ اجنداتهم ".
الندوة والاسئلة بعد الكلمات
بعد عرض فيلم قصير عن المجازر الاسرائيلية كانت هناك ندوة شارك فيها كل من المحامي جون فيلبوت، والدكتورة ميشيل هارتمان، سماحة الشيخ علي سبيتي، الحاخام دوڤيد فلدمان والاستاذ حسن بو خضرا من حركة الشباب الفلسطيني والسيدة غريس بطشون من " كنديون من اجل العدالة في الشرق الاوسط".
التوراة يبيح قتل الاطفال ؟
في رده على سؤال حول حقيقة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود بعض الآيات في التوارة تبيح بل توجب قتل الاطفال والنساء من اجل استعادة الارض الموعودة ؟ قال الحاخام فلدمان" نعم، هذا جزء من المأساة، فنحن كلنا نرى ما يُتداوَل في الواقع. كم هو محزن أن نرى الناس الظاهرين بمظهر المتدينين يُخرجون ما تنص عليه التوراة عن سياقه. وكما ذكرت سابقاً، فالشعب اليهودي ممنوع في يومنا هذا من شنِّ الحرب، ولا عذرَ له أبداً في مخالفة هذا الأمر. أما بالنسبة لِاستخدام مضمون التوراة الذي يعود لفترة تاريخية معينة – أي حين وردَ قانون مباشر من الله بشأن فعلٍ معيَّنٍ يُفعَل، واستخدام هذا المضمون كما يحلو لأيٍّ كان، فهذا يعني إخراجَ الدين عن سياقه، وهو أمرٌ مرفوضٌ. إذاً أكرر أن ما نتحدث عنه هو أسُس اليهودية التي يقبلها كل اليهود.
"للأسف، تجدون أن الكثيرَ من اليهود وغير اليهود لا اطِّلاع لهم على الديانة اليهودية، خصوصاً بسبب الدعاية الصهيونية. فقد تعمَّدوا أن لا يعرِّفوا كثيراً من اليهود إلى نظرة الدين بالنسبة للاحتلال.
"إذاً فجهلهم ليس صدفةً، بل هو متعمَّد، فقد أُنشِئت أنظمة مدرسية كاملة تُسمَّى المدارس اليهودية، لكنها واقعاً مدارس صهيونية، تُعوَّد فيها العقول على النظر إلى الأمور بانحياز، وهذا أمرُ مرفوضٌ اليوم، فلا يمكن القبول بهذا النوع من التعليم، ولا بد من النظر إلى الأمور بموضوعية.
لدي الكثير من القصص لأرويها.. ستجدون الكثير من الذين نموا بعقلية صهيونية ولكنهم يخجلون بالتعليم الذي تلقَّوه".
حاخامات في مركز اسلامي !!
احد الحاضرين توجه بالحديث الى الحاخام فلدمان بالقول "عندما دخلت مع ابني ذي العشر سنوات الى هنا اليوم فوجىء بوجود حاخامات بالزي اليهودي في المجمع الاسلامي فماذا تقول له ؟" ، في الوقت الذي يقوم فيه الجيش الاسرائيلي بتنفيذ مذابح ضد الاطفال والنساء والمدنيين في غزة.
الحاخام فلدمان في رده بكل رحابة صدر اعتبر انه " من الطبيعي لهؤلاء الأولاد ان يستغربوا وجودنا في هكذا تجمعات ومناسبات لاننا قليلا ما نلتقي ونتشارك افكارنا الموحدة ضد الاحتلال وضد الدولة الاسرائيلية المغتصبة لارض فلسطين. وعلينا ان نُفهم اولادنا جميعا انه من الطبيعي ان يكون بيننا خلافات على بعض الامور الدينية وهذا لا يفسد المودة بيننا، فمشكلتنا ليست دينية ولا عقائدية وقد كان اليهود والمسيحيون والمسلمون يعيشون في فلسطين بمحبة واحترام على مدى التاريخ الى ما قبل مئة سنة حيث برزت الصهيونية التي دمرت الوئام والاحترام في المجتمع الفلسطيني". وشدد على اهمية " المشاركة الدائمة في المناسبات المشتركة لتقريب وجهات النظر بين الاديان ورفض الصهيونية".
حسن بو خضرا
الناشط في حركة الشباب الفلسطيني حسن بو خضرا وفي رده على سؤال حول "كيفية الحفاظ على نشاطك ومشاركتك في التحركات"، قال " انا فلسطيني ولدت في كندا وحالتي تختلف عن مهاجرين اتوا من فلسطين حديثا . فمن ولد هنا يعيش صراعا حول الهوية في وقت يحاول فيه الحفاظ على هويته وتراثه. وانا عشت هذا الصراع لفترة من الزمن" . واضاف " في بعض الاوقات يتطلب الامر حادثة مهمة او ماساة تقع لتتحرك . منذ سنتين بعد ما في جرى في غزة بدات نشاطي في سبيل القضية الفلسطينية من خلال المشاركة في التظاهرات حيث بدات ابحث عن تاريخي وعن تراثي". ولفت الى انه "عندما تثقف نفسك وتفهم التاريخ والواقع في غزة والضفة والظلم الذي يعانيه الفلسطينيون وكلما ازدادت معرفتك تزداد دوافعك لتقوم وتتحرك بما امكنك،وبالقوة التي تملكها حيث تقيم".
غريس بطشون
السيدة غريس بطشون من منظمة " كنديون من اجل العدالة في الشرق الاوسط" في ردها على سؤال نقلت قول المؤرخ إدوارد إيفريت هيل" أنا واحد فقط، ولكنني واحد. لا أستطيع أن أفعل كل شيء، ولكن أستطيع أن أفعل شيئا. ولأنني لا أستطيع أن أفعل كل شيء، فلن أرفض أن أفعل الشيء الذي أستطيع فعله". وعقبت بالقول " كل واحد منا عنده مهارة معينة. فالبعض يمكنه التظاهر والبعض الآخر يمكنهم الكتابة فيما البعض متميزون في التاثير او في التنظيم.. اي شيء يمكنم فعله قوموا به لتحدثوا التغيير في الواقع".
*الصور من هادي السارجي