تجمع عشرات الآلاف في تجمع حاشد في ساحة مبنى البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا عند الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم السبت في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني للمشاركة في "التظاهرة الوطنية في اوتاوا " التي ضمت مشاركين من العديد من المدن الكندية دعوا خلالها إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة . وكان من بين الحضور النائبة عن مقاطعة أونتاريو في الحزب الديمقراطي الجديد في اونتاريو، سارة جاما والنائب عن وسط اوتاوا في الحزب الديمقراطي الجديد جويل هاردن. كما كان كان حضور بارز لحاخامات يهود من حركة ناتوري كارتا .
وسار المتظاهرون في الشوارع القريبة من البرلمان وهم يحملون لافتات وأعلام ويرددون شعارات عدة من بينها " العدالة لفلسطين " و" فلسطين حرة حرة "و" اسرائيل تقتل اطفال فلسطين" و" اسرئيل ارهابية وكندا متواطئة ".
حركة الشباب الفلسطيني
وقالت حركة الشباب الفلسطيني المنظم الرئيسي للتظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي إنها تطالب "بإنهاء التواطؤ الكندي في الإبادة الجماعية المستمرة في غزة واستعمار فلسطين" وتطالب الحكومة بالدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في المنطقة. كما تطالب كندا بالتوقف عن بيع الأسلحة لإسرائيل.
جماعات يهودية
وكانت مشاركة لافتة لجماعات يهودية بالرغم من وقوع التظاهرة يوم السبت المقدس عن اليهود . وقالت جماعة يهودية "اليهود يقولون لا للإبادة الجماعية" في بيان صحفي يوم الجمعة إنها تدعو أيضا "إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووقف جميع المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل"، كما تدعو الحكومة إلى المطالبة بإنهاء احتلال غزة والضفة الغربية" .
واضافت المجموعة: "إن التصعيد المستمر للوحشية التي تقرها الدولة الإسرائيلية وانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية في جميع أنحاء غزة والضفة الغربية يجب أن يتوقف الآن".
واكدت المجموعة ان اليهود الكنديون "يضمون أصواتهم إلى تلك الاصوات حول العالم التي تطالب بالعدالة للشعب الفلسطيني".واضافت " كيهود، لا يمكننا ولن نقف مكتوفي الأيدي بينما تستمر دولة إسرائيل - بدعم كامل من الحكومة الكندية - في ارتكاب الفظائع اليوم. في كل يوم يتعارض مع جوهر إيماننا".
وفقًا لأرقام الحكومة الفيدرالية، صدرت كندا ما قيمته أكثر من 21 مليون دولار من السلع والتكنولوجيا العسكرية إلى إسرائيل في عام 2022.
نواب من برلمان اونتاريو
وقالت النائبة سارة جاما "أنا هنا اليوم لدعم العديد من الفلسطينيين الذين ينظمون أنفسهم لمواصلة الضغط على هذه الحكومة من أجل وقف إطلاق النار". واضافت "نحن نعلم أن التوقف لمدة أربعة أيام ليس كافيا."
فيما دعا النائب جويل هاردن غرد على صفحته على موقع x الى " اطلاق سراح جميع الرهائن. أنهوا الحصار، أنهوا الاحتلال. لقد حان وقت السلام والعدالة".
وكان من بين الحضور أيضًا الدكتور طارق لوباني، من لندن، أونتاريو، الذي أعرب عن قلقه إزاء نقص الإمدادات الطبية في غزة. وقال لوباني: "ليس لديهم العناصر الأساسية للرعاية الطبية، مثل الماء والصابون والمخدر. ومع غياب هذه الأشياء، فإنهم غير قادرين على القيام بعملهم بشكل مناسب."
الشيخ السبيتي
وكانت كلمة لسماحة الشيخ علي السبيتي امام المجمع الاسلامي قال فيها " قبل حوالي الثلاثين عاما حط رحالنا في مونتريال كمهاجرين جدد الى وطن جديد بعدما غزت اسرائيل لبنان واحتلت جزءا من جنوبه وخلقت اوضاعا مضطربة وتهديدات متواصلة . عندما التحقت بمدرسة تعليم اللغة الفرنسية سألتني المدرسة انذاك لماذا اخترتم كندا كوجهة لسفركم واستقراركم وكان جوابي بصراحة وعفوية لان صيتها العالمي يحكي قصة احترامها للحريات وحقوق الانسان وانها دولة يساهم جيشها في قوات حفظ السلام الدولية وان دبلوماسيتها تقوم على الوساطة النزيهة. فسرت المدرسة لسماع كل هذه الاوصاف الجميلة ولكن هل بقي هذا الامر الان ؟؟ كندا من الدول القليلة في العالم ومن بينها دول غير معروفة كجزر مارشال صوتت في الامم المتحدة ضد الدعوة الى وقف اطلاق النار في غزة … ". واضاف سماحته " كندا يتحدث سياسيوها في الاحزاب الرئيسية عن المحتجزين في عملية السابع من اكتوبرـ تشرين الاول ويتجاهلون كليا مأساة شعب كامل يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من سبعين عاما وفي سجونهآلاف المعتقلين بينهم أطفال ونساء حوامل .. كندا تتجاهل رفض الاحتلال الاسرائيلي لتطبيق العديد من القرارات الدولية في حق الفلسطينيين في دولة مستقلة … كندا تتعاون مع الاحتلال على مستويات عسكرية وامنية وعلمية وتجارية دون أن تكترث لانتهاك القوانين المرعية في منع الاسهام في بناء المستوطنات على أراض محتلة او شراء البضائع منها". وتوجه الى المتظاهرين بالقول " وجودكم الان ايها المواطنون والمواطنات الكنديون المحتشدون الان أمام البرلمان الفدرالي هو دعوة ليس لتحرير فلسطين وفك الحصار عن غزة فحسب، انما هو دعوة لتحرير السياسيين في كندا من الخوف من سلطة لوبيات الضغط والمال التي تعمل لصالح السفارة الاسرائيلية في اتاوا والتي تمنعهم من أن يعبروا عن آراء ملايين الكنديين الذين نزلوا الى الشارع من هاليفاكس في الشاطئ الشرقي الى فانكوفر في الساحل الغربي وعلى طول مدن البلاد، تنديدا بجريمة الحرب على غزة. ومع ذلك لم يستجيبوا لكم الا القلة مثل لينا دياب النائب عن هاليفاكس وحتى زملاؤها من أصول عربية لم يُسمع لهم صوت وفضلوا الصمت خوفا من لوبيات الضغط والاعلام وطمعا في الحفاظ على مناصبهم … ". واضاف السبيتي " انكم تسترجعون وجه كندا الحقيقي وصورتها الناصعة في العالم بعدما شوهت وصودرت لصالح اجندات لا تخدم سياسة موسي الفدرالية كوالد رئيس الوزراء الحالي اذا لم يعد الابن كالاب كما يقول المثل الشائع كما الأب هو الابن حتى هذا المثال غيروه" … ولفت سماحته الى "اننا بحاجة في الانتخابات القادمة الى محاسبة النواب الذين خانوا أمامة من صوتوا لهم في دوائرهم الانتخابية وتجاهلوا مطالبهم . فلتكن صناديق الاقتراع صناديق رسائل لكل سياسي لم يكترث لمعنى الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي … واصلوا جهودكم ايها الشباب المدرك للحقيقة والمدافع عن روح الانسانية فالصراع ليس دينيا ولا عرقيا. فها هم ممثلون عن الجالية اليهودية قد تركوا معابدهم في يوم العبادة عندهم السبت واتوا باولادهم في يوم بارد ليعبروا عن تضامنهم مع الشعب المظلوم في غزة .شكرا لوجودهم معنا. وشكرا لكل مواطن يقف مع الامومة والطفولة مع الانسان في مواجهة ارباب القتل والدمار وسحق الاطفال الرضع واهلاك الحرث والنسل.. شكرا لكم جميعا يا من تحملتم متاعب السفر من لندن وهاملتن وتورنتو ومونتريال وسائر الاماكن، فصوتكم لن يذهب سدى بل سيحرر كندا كما غزة وكل مكان يعاني الخوف والظلم" .
* الصور من علي السيد