الضغوط الامريكية و النصر القادم

  • article

 عادل حبيب ـ مونتريال

مع اقتراب الاتتخابات الامريكية في الخريف المقبل تلعب المتغيرات الداخلية الامريكية الناتجة عن كورونا و تصاعد النزعة العنصرية وما رافقها من اضطرابات صاخبة ،ادوارا سلبية بوجه عودة ترامب لولاية ثانية،ذلك ان الانجازات الاقتصادية التي حققها ترامب و عزز من خلالها قاعدته الانتخابية قد تبخرت وسجلت في رصيده ٤٠مليون عاطل عن العمل،جعلت من حساباته تتجه باتجاه الخارج لتحقيق توازن مفقود لعله يهديه العودة المظفرة للولاية الثانية...

ماذا فعل ترامب؟...الصين ،مكسر عصا ترامب ،حتى الان هو ليس قادرا على النيل من حضورها التنافسي سوى بالبلطجة بوجه الدول التي تنفتح على العلاقات الاقتصادية معها وآخر نموذج هو لبنان ،فبمجرد ان استجابت الحكومة اللبنانية لفكرة نقاش فتح المجال لبعض الاستثمارات الصينية حتى جاء طوفان التهديدات الامريكية للبنان سواء بكلام مسؤوليها من بومبيو الى شينكر الى سفيرتهم شيا ،او بفك رسن ادواتها في لبنان من ادعياء السيادة و الثورة ...و بقايا التكفيريين،الذين حاولوا احراق البلد بالفتنة الداخلية...

ضغط امريكي على الحضور الصيني في كل مكان في سياق الحرب الاقتصادية معها لثنيها عن وراثة نفوذها الذي يتآكل نتيجة الضمور الذاتي بفعل نشوء كتل عالمية منافسة للاستفراد الامريكي بإدارة شؤون العالم....

وعلى المثال الصيني نرى امرا مشابها بوجه الروس من حيث العقوبات الاقتصادية و الخروج من معاهدات الحد من الانتشار الصاروخي و نشر منظومات صاروخية على حدودها و غيرها الكثير من الاجراءات الهادفة لمنع عودة روسيا الى موقعها الدولي المؤثر...

وحيث ان درة التاج الامريكي ،رابضة هنا في بلادنا على صدور شعوب المنطقة نرى الحركة المحمومة لحمايتها و ضرب القوى التي تقف بوجه هيمنتها و غطرستها...قبل تفشي كورونا رأينا الخطوات المتسارعة لتصفية القضية الفلسطينية ،الدور الوهابي سقط بالضربة اليمانية المباركة وهو بحاجة الى من ينتشله من الحفرة التي سقط فيها،و الفلسطيني الرسمي لم يتجرأ على التوقيع بوجود المقاومة الفلسطينية على سلاحها في الميدان،ومحاولات تطويع ايران بالحصار و الترهيب فشلت وادت الى كسر هيبة الامريكي في الطريق الى فنزويلا ،وبقي له هذا اللبنان بما هو عرين المقاومة التي اذلت جبروت امريكا و كيانها المدلل اسرائيل...

ما يشهده لبنان من زاوية تشديد الحصار الاقتصادي و استهداف البيئة الحاضنة للمقاومة و تهديد قوى سياسية لبنانية لا تعادي المقاومة ،و استنهاض بقايا الادوات من بقايا ١٤ آذار و الخليط المرتزق الذي لا يهنأ له العيش بكرامة الممتد من اليسار الذي يرضع من سفارة عوكر الى تكفيريي و بقايا القاعدة و داعش ، وربط مساعدات صندوق النقد وربطها بسلة شروط سياسية تتصل بعزل المقاومة ،اوصل الوضع الداخلي الى حافة ،اما انفجار اجتماعي او مبادرة المقاومة الى خطوات انقاذية جذرية باتت قريبة التحقق ،

و اصبحنا الان في مرحلة حبلى بالتطورات المفاجئة،اذ على ضوء تآكل قدرة الصمود الاقتصادي الرسمي ووصولها الى قاعٍ لا قرار له ،يصبح ممكنا جدا ان يتغير واقع لبنان بين ليلة و ضحاها...وهذا ما لا يسر الامريكان و اذنابهم في لبنان...

المؤكد ان ما لم يستطع الامريكي و الاسرائيلي تحقيقه في الميدان ،لن يستطيع مطلقا ان يحلم بتحقيقه بهذه الوسائل القذرة...

اما كيف و متى ستتغير معادلات الوضع الراهن فهذا سرٌ من اسرار النصر الذي يزين مسيرة هذه المقاومة المضحية و من بركات دماء مجاهديها البواسل...من يعش ير ...

و السلام