أول الكلام : بين يوم النكبة ويوم القدس آلام وآمال

  • article

أحيا الشعب الفلسطيني في الخامس عشر من الشهر الحالي ذكرى يوم النكبة وتشريد الملايين من أبنائه منذ عام ١٩٤٨، يوم دخلت العصابات الصهيونية، بدعم بريطانيٍ، فلسطينَ لتعيث فيها غزواً وتقتيلاً وتشريداً، ولتؤسس في ما بعد كياناً احتلالياً هجيناً، ما زال يمعن في خرق القرارات الدولية، ويسجن آلاف المواطنين - بينهم نساء وأطفال، ويتوسع في بناء المستوطنات، ويقطع اوصال الضفة، ويطبق على القدس، ويجرد الحلم الفلسطيني بإقامة دولة موحدة مستقلة من إمكانية تحقيقه، فاعلاً ذلك عبر الإجراءات الأمنية وقضم الأراضي وضم المناطق إليه.

ذلك فرض واقعاً مستجداً عُمل على تنفيذه تدريجياً من خلال تسويف تطبيق العهود والاتفاقات بين الجانب الاسرائيلي والفلسطيني الرسمي، بغض طَرْف امريكي وصمت دولي. فوصلت الأمور إلى مجاهرة أمريكية بصفقة مذلة ترنو إلى فرض استسلام مخزٍ، يتنازل من خلالها الفلسطينيون عن حقوقهم الطبيعية وعن عاصمتهم القدس الشريف، وعن حق عودة ملايين النازحين إلى قراهم وبلداتهم المحتلة مقابل اموال وتحفيزات تدفعها دول الخليج، وكأنه سوق نخاسة جديد تُباع فيه الاوطان ويزوَّر فيه التاريخ إرضاء لعصابات صهيونية مجرمة.

هذا في وقتٍ يريد الامريكي ان يتخلص من اعباء مساعدة هذه العصابات وحمايتها في أقرب فرصة سانحة لأن الظروف الاقتصادية الامريكية والعالمية لم تعد تسمح بمواصلة دعم دولة مدججة بالسلاح والعتاد، ولا الإنفاق على مشاريعها من ميزانيات المواطنين الامريكيين الذين، فقد الملايين منهم وظائفهم مؤخراً، كما تشهد البلاد أسوأ كارثة صحية منذ نشأتها من حيث عدد الضحايا والإصابات وإمكانات الحد من انتشار الوباء...

هذا ويوم القدس العالمي يفصله أسبوع بالتمام عن يوم النكبة، وقد دعا إليه الامام الخميني الراحل منذ قيام الثورة الاسلامية في إيران عام 1979، فبات اليوم حدثاً عالمياً تشارك في أنشطته كل الشعوب من مسلمين وغير مسلمين تعبيراً عن تضامنها مع القضية الفلسطينية، ومع حق الفلسطينيين في المقاومة لاسترداد ما اغتُصب منه على مر سبعين عام... بين مسيرة الآلام وفجر الآمال قصة نضال ما زالت جذوتها متوقدة.