أول الكلام : العيون شاخصة إلى السفارة السعودية في أوتاوا

  • article

 

تتواصل الضغوط السعودية على كندا من أجل تسليمها المسؤول الامني السابق سعد الجبري، الذي شغل منصباً أمنياً رفيعاً في الداخلية السعودية إبان عهد الأمير محمد بن نايف، ثم أقصاه ولي العهد محمد بن سلمان عن عرش الوصاية ليخلو له المكان لاعتلاء عرش المملكة بعد رحيل والده الملك سلمان.

ويتوسل ولي العهد أسلوب اتهام الذين يخشى على مستقبل طموحاته منهم بالفساد المالي. وهذا هو المبرر الذي استخدمه في حق سعد الجبري ليبرر جلبه الى المملكة من ملجئه السياسي في تورنتو، ولما لم تفلح هذه التبريرات مع كندا وأدت إلى توتر العلاقات الدبلوماسية معها، عممت الرياض اسم الجبري على منظمة الشرطة الجنائية الدولية (Interpol) التي سرعان ما أزالته من لوائح الاعتقال نظراً للتشكيك بصدقية ومهنية الاجراءات القضائية في المملكة، التي تشتهر بتجاهل حقوق الموقوفين والمعتقلين، والتغاضي عن شرعة حقوق الإنسان، إلى حد تنفيذها إعدامات جماعية دون محاكمات قانونية عادلة...

وما يؤكد هذا السلوك الغاشم للملكة هو قيام أجهزة الأمن فيها باعتقال سارة وعمر الجبري، أي ابنةِ وابنِ سعد في محاولةٍ وصفها معارضون سعوديون بأنها طريقة متبعة لإجبار المطارَدين على تسليم أنفسهم للسلطات مقابل الافراج عن أبنائهم وذويهم من السجون. وكانت مصادر كندية اعلامية ذكرت أن الجبري يُعَدُّ مخزناً لِلمعلومات المهمة حول مكافحة الارهاب، وحول أسرار العائلة المالكة وما تملكه من حسابات مصرفية في الدول الأجنبية، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غلوب آند ميل" في عددها الصادر في السادس من شهر تموز/ يوليو الجاري...

وعلى الرغم من رفض أوتاوا تسليم الجبري إلى الرياض، فالفريق الامني المحيط برئيس الوزراء السيد ترودو نصح الخارجية الكندية بالايعاز إلى سفارتها في الرياض بعدم تسهيل إعطاء تأشيرات الدخول لأفراد من عائلة الجبري يرغبون بزيارته في كندا تجنباً لتفاقم تأزم العلاقات بين البلدين...

الخشية من تكرار جريمة قتل المعارض السعودي الخاشقجي - التي وقعت في تركيا داخل القنصلية السعودية بوحشيةٍ - دفعت بالأجهزة الأمنية الكندية إلى تشديد الاجراءات حول مكان إقامة الجبري. فيما ينصح معارضون سعوديون السلطات الكندية بضرورة أن تفتح عيونها جيداً على ما يجري في أروقة سفارة آل سعود في العاصمة أوتاوا، فهُم يخشون من قيامها بجهود غير قانونية لمعاقبة سعد الجبري، وعدد من أفراد أسرته التحقوا به في كندا خلافاً لرغبة محمد بن سلمان وطموحاته الجامحة لتولي السلطة دون منازع، ولو كلفه ذلك حياة وحرية الآخرين.                                       التحرير