في حربها ضد الجائحة التاجية : خسارة كارثية لكيبيك وتحذير من مذبحة أخرى

  • article


علي حويلي


مع وفاة أكثر من 5200 منذ بداية الوباء، خسرت مقاطعة كيبيك بشكل واضح الحرب ضد الجائحة التاجية المستجدة (COVID-19). فمعدل الوفيات، كنسبة مئوية لسكان كيبك، هو ثالث أعلى معدل على المستوى العالمي. كما هو أعلى بكثير من المعدلات المسجلة في الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، وباقي المقاطعات الكندية.
سجلٌّ محزن للغاية يخلّفه "كورونا" أينما حل وارتحل. فهدا الداء لم يميّز بين غياب الأب الحنون او الأم الرؤوم او الجد العطوف او الصديق الذي لا يعوّض.. فهؤلاء الاشخاص نماذج مؤلمة من ضحايا وباء العصر.  
مذبحة في مراكز المسنين (CHSLD)
مع ظهور أولى الإشارات المقلقة في 8 كانون الثاني (يناير) السابق، حين دقّ "العدو" أبواب الكيبيكيين، كان نظام الرعاية الصحية يتمحور حول المستشفيات التي أُعطيت أوامرَ بتحويل  آلاف المصابين بمرض كورونا إلى مراكز الرعاية السكنية الطويلة الاجل (CHSLD) المخصصة لكبار السن في مونتريال، علماً أن هؤلاء المرضى كانوا يفتقرون الى عناية الممرّضين والممرّضات الذين عادة ما يتولون في مثل هذه الحالات الطارئة التدخلَ السريع لإنقاذ المرضى.

وعلى الرغم من تدخل رئيس الحكومة فرانسوا لوغو لمعالجة المشكلة، كانت استجابة وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية (MSSS) بطيئة للغاية، والقرارات التي اتخذتها في وقت لاحق كانت فاشلة في إنقاذ 3400 مريضٍ لاقوا حتفهم في "مركزالرعاية السكنية " على الرغم من الموازنة المخصصة لوزارة الصحة، ومقدارها 3400 مليار دولار.

مذبحة جديدة

يعلق الدكتور دومينيك سافوا (عيَّنه رئيس الوزراء لوغو كطبيب ذي شهرة واسعة للاشراف على إدارة العمليات الطبية) على هذه "الفاجعة" بقوله "في حالة الحرب التي نمر بها لا وقت للتردد، بل ينبغي تحليل الأمور الطارئة بسرعة واتخاذ القرارات الجريئة لمعالجتها".

ويضيف: "عندما نكون في حرب عام 2020، ونواجه العدو بأداة اتصالٍ مثل الفاكس، فهذا مؤشر فاضح على خسارتنا الحربَ، كما أنه دلالة قصوى لمستوى القصور الذاتي في إداراتنا الوطنية".

ويحذر سافوا رئيس حكومة كيبك فرانسوا لوغو بالقول "إنه سيتعين عليه من الآن، قبيل حدوث الموجة الثانية من جرثوم "كورونا"، تقييم ما اذا كان جميع المسؤولين في المؤسسات الصحية والرعاية الاجتماعية لديهم القدرة على تجنب مذبحة كيبيكية أخرى"!