كندا تعيد إلى الولايات المتحدة كلّ من يدخل أراضيها براً بشكل غير نظامي

  • article

من إعداد فادي الهاروني |

قال رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو الجمعة الماضية إنّ السلطات الكندية ستعيد إلى الولايات المتحدة كلّ شخص يدخل الأراضي الكندية براً بصورة غير نظامية قادماً من هذا البلد، الوحيد الذي تتشارك معه كندا حدوداً برية.

وأوضح تردو أنّ هذا "إجراءٌ استثنائي" يهدف لحماية الكنديين وأنه مؤقّت، يستمر العمل به حتى نهاية أزمة فيروس كورونا المستجدّ، مضيفاً أنّ كندا وقّعت اتفاقاً مع الولايات المتحدة في هذا الشأن في وقت سابق اليوم.

ويأتي هذا التطور غداة إعلان الحكومة أنّ جميع الذين يجتازون الحدود سيوضَعون في الحجر الصحي مدة 14 يوماً فور دخولهم الأراضي الكندية وأنها تبحث عن أماكن لإيوائهم.

وقوبل قرار الحكومة الليبرالية بانتقادات من منظمات حقوقية وجمعيات تُعنى بالدفاع عن حقوق طالبي اللجوء. وفي هذا السياق رأت المديرة التنفيذية لـ"المجلس الكندي للاجئين" (CCR) جانيت دنش أنّ القرار يشكل انتهاكاً لالتزامات كندا الدولية.

"خلال الجائحة يتوجّب علينا الوفاء بالتزاماتنا بحماية حقوق اللاجئين والمهاجرين المستضعَفين. وهذا الأمر يتضمّن التزامنا القانوني الأساسي بعدم إغلاق الحدود بوجه اللاجئين"، كتبت دنش في رسالة إلكترونية.

"نحن مصدومون لرؤية الحكومة الكندية لا تحترم هذا الالتزام"، أضافت دنش.

يُشار إلى أنّ العبور البري غير النظامي، أو غير القانوني بنظر الكثيرين، من الولايات المتحدة إلى كندا مرتبطٌ باتفاق البلد الثالث الآمن (Canada-U.S. Safe Third Country Agreement) الموقّع بين الدولتيْن عام 2002، في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة.

وبموجب هذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 29 كانون الأول (ديسمبر) 2004 يتوجّب على طالب اللجوء أن يطلب الحماية في البلد الآمن الأول الذي يصل إليه.

وبما أنّ الولايات المتحدة وكندا بلدان آمنان، لا يُفترض أن يعبر طالب لجوء من أحدهما إلى الآخر بل أن يطلب الحماية في البلد الأول الذي تطأه قدماه.

لكن من يدخل إلى كندا من الولايات المتحدة متفادياً نقاط التفتيش الكندية الرسمية يحق له أن يقدّم طلب لجوء كان ليُرفضَ بشكل تلقائي فيما لو قدّمه في مركز عبور رسمي. وما أعلن عنه تردو اليوم يضع حداً لهذه الوسيلة التي أتاحت لعشرات آلاف الأشخاص دخول كندا وتقديم طلب لجوء لدى سلطاتها.

 

يُشار إلى أنّ اتفاقاً بين كندا والولايات المتحدة لإغلاق حدودهما البرية المشتركة بوجه الأفراد الذين يقومون برحلات غير ضرورية يدخل حيز التنفيذ منتصف هذه الليلة، في إجراء يهدف للحفاظ على سلامة سكان البلديْن في ظل جائحة "كوفيد 19". لكنّ الحدود تظل مفتوحة أمام التجارة بين البلديْن لضمان الحفاظ على استقرار سلسلة إمداد السلع.        (سي بي سي / راديو كندا / راديو كندا الدولي)