مشكلة وحل : إبنتي تشاهد الافلام الخليعة!!

  • article

مشكلة: ليس من عادتي أن أدخل عليها غرفتها دون أن أطرق الباب احتراماً للخصوصية. ولكني احتجت إلى إصلاح عطل في شريط الهاتف الموجود في غرفة ابنتي، وأمها قالت لي إنها خرجت مع صديقتها فدخلت على عجل، وكانت اللحظة التي لم أتمنَّها في حياتي ولا أحب أن يقع في حراجتها أي أب. فلقد يصيبه ما أصابني من مشاعر الغضب والغيرة والخجل مجتمعاً بعضُها مع بعضٍ.

فلم أملك حيلة وانا أمام مشهد رؤية ابنتي متأثرةً بما تراه من مشاهد خلاعية وجنسية فاحشة إلا أن أنزع هاتفها من يدها وأحطّمه وأغرق في نوبة عصبية لا أذكر منها إلا صراخي في وجهها، وبكائها وهروبها من أمامي، وأنا أستشيط غضباً، فما الذي يمكن أن نقوله لهذا الجيل وبين يديه كل أدوات الاتصال، والحصول على أي صورة أو مشهد مهما كان مسيئاً دون رقيب او حسيب؟؟             وليد/ لافال 

حل: لا شك أن مشاهدة هذه المواد الإباحية من أعظم أسباب الزنا وانتهاك الحرمات حتى مع المحارم؛ فهذه المشاهدات تجعل صاحبها - ذكراً كان أم أنثى- مهيأً للوقوع في الرذيلة متى فتح له بابها. بل إنه ليعمد إلى كسر كل باب يمنعه من مشتهياته المحرّمة، التي تكرَّسَ مفهومُها لديه عبر مئات المناظر والمشاهد التي جعلت منه إنساناً مهيّجاً جامحاً مهيّأً لارتكاب الفاحشة بأي سبيل ممكن.

إذا كان بمقدور كل شاب مراهق الدخول على هذه المواقع من خلال هاتفه المحمول بعيداً عن أي رقابة، وبعيداً عن أي ملاحقة، فيمتلئ عقله وقلبه بالمشاهد المثيرة، فماذا يفعل عندما تتأجج شهوته، ويفقد السيطرة على نفسه؟

إنها لمشكلة حقاً تحتاج إلى التنبيه بشأنها، ولو من خلال النوادي الكشفية أو اللقاءات الشبابية. فبعض الاهل يتحرج عن إثارة موضوعات كهذه مع الأبناء، والمدارس لا ترى فيها ضرراً على الأعم الأغلب، لذا لا تنهى عنها. بينما عشرات التقارير الطبية تتكلم عن أضرارها العصبية والنفسية والسلوكية، وهذا يمكن أن يكون مدخلاً طبيعياً للحديث، ناهيك عن تحريم الاديان والشرائع طلبَ اللذّة والشهوة من غير طريقها المعروفة، أي الزواج بِشتى أشكاله ومسمّياته.

إن غضبك كرد فعل لا يقدّم دليلاً مقنعاً لِابنتك على فداحة ما تفعله، إنما يخيفها. فقد تلجأ للإستمرار بما تقوم به بعيداً عن سلطة الأبوين. بينما الإقناع الهادئ بأن هذه الإباحيات مضرّة بمستقبل العلاقة الزوجية، تُورِث الشعور بالذنب والخطيئة، وتؤثر على سلامة الصحة النفسية، أحرى بتركِ الأسبابِ المقنعةِ للارتداع عن الاستمرار بأمرٍ يُخشى أن يُصبح عادة إدمان سيئة يصعب الخروج منها. فلنبادرْ أبناءنا بالتوعية قبل أن يشتدّ عودُهم.