مشكلة وحل : هل زوجي نرجسي؟

  • article

مشكلة: هو دائماً في حالة من الاعجابِ بنفسه والثقة المفرطة بقدراته.. يزدري الآخرين بينما يقدِّم نفسه على أنه الأمهر والأذكى الذي لا يعرف معنى الفشل..

يريدني أن أسمع له دون أي اعتراض وأن أوافقه الرأي في كل ما يقول. ولو اعترضت فإن غضبه قد يدفعه إلى التعنيف اللفظي والجسدي.. والأغرب من كل ذلك أنه عندما يطالبه أحد بسبب الأذى الذي يلحقه بي وبالأولاد يتنكر، وكأنه لا يتذكر الذي فعله ويتحول إلى مظلوم يتهمه الناس بما ليس فيه...

لا اعرف كيف أرضيه، وكيف يمكن لي أن أستمر في العيش معه؟

إلهام/ وندزر 

حل: تفيد الدراسات التخصصية أن كثيراً من الأزواج النرجسيين يسعون بشكل ممنهج منذ اليوم الأول من الزواج إلى محو شخصية الزوجة كاملةً، وإشعارها المستمر بالذنب والدونية وعدم الكفاءة، وهو ما قد يصيبها بتشويش فكري وعاطفي.

كما أن النرجسية تعود بشكل كبير إلى أخطاء في التربية والنشأة، التي عمدت إلى تعزيز إعلاء الذات في الطفل منذ ولادته وشعوره بأنه متميز وأفضل من الجميع. الكثير من الأمهات يعمدن إلى إعطاء أطفالهن جرعات من الدلال الزائد، خصوصاً للصبي، الذي يمثل الابن المدلل بالنسبة إلى كثير من الأسر، فتُعطى له الأولوية في كل شيء مقارنة بالفتاة، ويعتاد منذ صغره على أن طلباته ورغباته كلها مجابة.

وعليه، ترسّخ فيه الأم ثقافة أن المرأة - سواء الأخت أو الزوجة أو الإبنة - خُلِقَت لتخدمه وتنفذ رغباته دون أي اعتبارات أخرى، وأن وجوده كرجل يعطيه الحق في ممارسة هيمنته وجبروته على كل من حوله.

بالإضافة إلى تربيةِ كثير من الأمهات أولادهنَّ على عدم التنازل عن أي رغبة يريدونها، وعندم يكبر الولد يعتبر أن مكانته كرجل لا تسمح له بالتنازل، وهو ما ينطبق على اختيار عروسه، فترسخ في ذاته أن كل نساء الأرض لا يطلن ظفراً من أظافره، وأن زوجته جاءت لتخدمه وهي تابعة له.

ويبقى السؤال: هل يمكن للزوجة تغيير سلوك هذا النوع من الأزواج؟؟

التجارب الحياتية تقول بالإمكان في حال امتلكت القدرة على الصبر والتحمل، وسعت لِاحتوائه وإشعاره في لحظات ضعفه وفشله أنه بحاجة للآخر، وأن حياته لا تصلح دونها. ومع الوقت، قد تتراجع حدة الانتفاخ الذاتي ليميل إلى قبول الواقع والتعامل بتواضع واحترام.