لماذا ينزعج البعض من رفع الأذان؟؟

  • article

الملفت للنظر في أغلب المعترضينَ على سماح بلديات عديدة في مقاطعة أونتاريو ومقاطعات كندية أخرى ببثِّ الأذان من المساجد عندَ غروب ليالي شهر رمضان كونُهُم من أصول عربية، وقد عاشوا فيها قبل ولادة الإسلام وبعده مئات السنوات، وخبروا المسلمين عن قرب، وصاروا جزءاً من النسيج الاجتماعي في عاداته وتقاليده وطقوسه.

ومع ذلك، نجدهم يتناسون طبيعة الدعوة إلى الصلاة من خلال أذان فيه ذكرٌ للخالق وللرسول (ص)، وتذكير بمواقيت الصلاة، دون الإساءة إلى أحد أو التعرض للاخرين. فهو ليس نصاً مستفزاً او جدلياً أو ما شاكل - كما قد يُدَّعى. فلمَ الإصرار على تناسي كل هذه الذاكرة الجماعية المسالمة؟ ولمَ الاصرار على ربط الأذان بالإرهاب والقتل وارتكابات التكفيريين الوحشية؟

قد يقول قائل إن هذه الامور حدثت وليست بدعاً من القول، فلِمَ تحسسُ المسلمين المبالغ به؟ والجواب هو: ما معنى التركيز على تصرفات مشينة يتبرأ معظم المسلمين من فاعليها، ومحاولة الإيحاء للرأي العام الكندي أن رافعي الأذان شبيهون بممارسِي القتل والترويع؟ هل هذه المزاعم تساعد على نشر التعايش والوئام بين المواطنين؟ أوَليس الكرهُ، والترويجُ له مخالفةً للقوانين؟

ثم كيف يدَّعي أحدهم أنه طلب لقاء رئيس إحدى البلديات في جنوب أونتاريو، وأنه خرج منتصراً من عنده، محصِّلاً موافقتَه على إيقاف الأذان بعد الثالث والعشرين من الشهر الجاري؟ كيف يدعي ذلك علماً أن هذا التاريخ هو موعد انتهاء شهر رمضان، وبالتالي تنتهي مفاعيل القرار البلدي بانتهائه؟ أليس هذا تدليساً وكذباً واختراعَ انتصارات موهومة على طريقة حكام بعض الدول العربية التي ينحدر منها هؤلاء المعترضون؟؟

إن التعددية والتسامح والتعايش والتعاون ستبقى سمات كندا التي تطبع نشوء كيانها، وعلى مروِّجي الكره أن يجدوا لهم مكاناً آخر يشبه أحقادهم وتزمُّتهم الجاهلي البائد.        *نداء يصدر عن المجمع الاسلامي