" مهرجان منتدانا للشعر العربي": تجربة واعدة

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال

نظم تجمع منتدانا الثقافي " مهرجان منتدانا للشعر العربي" عبر موقع زوم وذلك عند الثالثة والنصف من بعد ظهر السبت في السبع والعشرين من حزيران شارك فيه نخبة من الشعراء الذين القوا بعضا من قصائدهم كما شارك عدد من متذوقي الشعر من دول عدة منها لبنان وامريكا وكندا في القاء قصائد لعدد من كبار الشعراء ... تجربة واعدة يُبنى عليها للمستقبل سيما انه لعلها الاولى من نوعها في كندا .

اول اللقاء الذي قدم له الزميل فيكتور دياب شارك في القاء عدد من القصائد كل من السيدات: حلوة كرم، لؤلؤة ابو رمضان، اريج الصباغ ، سمر طارق والسادة : د. نديم قربان ، حسن الشيخ ، د.ملحم قزي ، مراد حنوش ، سيمون باسكال ، المحامي جوزف دورة، انيس بن عمار والزميلين غارو صليبيان وبيار احمراني. 

والقى الشعراء أحمد دبوق ، جاسم مصاول ، عبد الاله الاهدل ، غادة ارناؤوط ، حسان عبد الله ، وليد حديد وهنري زغيب قصائد كتبوها قديما وحديثا.

أحمد دبوق

الشاعر احمد دبوق القى قصيدة في الطريق الى السماء والتي كتبها قبل يوم واحد من المهرجان ومما جاء فيها :

 في الطريق الى السماء لا ضجيج لا صخب لا خصومة وعداء

لا صقور لا حمائم لا عمائم واتقياء

 لا سلاسل لا عبيد لا فقراء واثرياء

في الطريق الى السماء تمتشق العدالة سيفها

لا أعراق لا اجناس لابشرة بيضاء او سوداء

لا هذا قضى اختناقا او منع عنه الهواء

ولا ذاك على حاجز سقط مضرجا بالدماء

في الطريق الى السماء

ترفع الحرية راياتها تسطع شمسها تفرد اجنحتها وتنشد كل من لبى النداء

من مينوستا الى بغداد ومن غزة الى صنعاء

غادة ارناؤوط

الشاعرة غادة ارناؤوط القت قصيدتها "ملهمتي" وجاء فيها :

تزورني سندريلا السماء حلماً معمّدا بماء الشوق والتعب

تسعى الروح جاهدة بين اللون والظل بحثا عن سر الكلمة 

ينعتق الحلم في ذاتي يمسك عرف الحزن يمتطي صهيل القلب

يغرس نبتته السحريّة في رموش الصمت تؤرق حكايا شهرزاد

حبيبتي يتعرّى صوتك ندى يفتح باب القصيدة

يتمدد فوق مذبح الكلمات انينا تحجّ اليه ابتهالاتي

جنّيّة مسّني سحرها

انفاسها نور وبخور

تشق ثدي السماء

تقيم صلاتها الأخيرة في معبد مجوني

ينتحر الصمت في صمتي

انبعث نبيا لمدينة الأحزان

تنقر على نافذة ذاتي قبلة نارية

توقظ الحب تتماهى اسطورة تحاكي ذاتها في مرآة حلم سرمدي  

جاسم مصاول

القنصل العراقي السابق الشاعر جاسم مصاول القى قصيدته "  شوق الى امراة " ومما قاله :

ما ذنبي أن أموتَ في السكونِ

وتُعلَقُ أحلامي في الطرقِ البائسةِ

تخيلتُ نفسي أسيرُ في أزقةٍ

حملتُها في أوجاعي

وحدائق من غيرِ زهور

كم هي بعيدةٌ روحي

عن مدنٍ تركتها رابضةً خلف حماقاتي

وصراخُ امرأةٍ

تُسابِقُ ومضةَ أفكاري

وتُمرِغُ جسدي في جحيمِ الصمتِ

ترتعبُ الحواسُ أمامَ نظرةِ عينيها

تنفجرُ براكينُ البكاءِ أمامَ لوعتها

تعتقلُ الثلوجُ حكاياتِها

شظايا الكؤوسُ تطاردُ أحلامَها

  *     *     *

بيار احمراني

الأستاذ بيار احمراني قرأ قصيدة كتبها لزوجته في الذكرى الخامسة والعشرين لزواجهما مطلعها يقول:

يا حلوتي يا أم البنين      يا رفيقة الماضي والآتي

معا منذ خمس وعشرين   وحتى ساعة الممات

يا حبيبتي يا عشيقتي يا صديقتي يا فرح ايامي

 يا ألمي يا قلمي يا حلمي في يقظتي والسبات

انا بِحبّكِ علّمتُ العاشقين اصول الهوى وطيب الحياة

قالوا صفْها قلت كيف يُحبس النور في الكلمات ؟

كيف يُحبس العطر في الكلمات؟ وهل بغير النور تُرسم ملامح الاميرات؟

انا لو فعلت لحنّ الحنين

 وسكر الخمر في الخوابي

وانتشى الوتر عذب الرنين

وغار شذى الياسمين

وتضوع العطر في الروابي

انا لو فعلت جنيت على الكلمات

أروى السامرائي

الشاعرة أروى السامرائي القت مقاطع من قصيدة لها عن كاتدرائية الحرية فقالت :

سانظر من اعلى لهؤلاء الحمقى

وأرمي التفاحة بين يدي الاعمى  

ملمسها بين الاصابع مثير

استدارتها انعطافها انزلاق العطر فوق انحائها

اعرف ذلك الشعور المنسي فوق سواتر الاضلاع

رغبة تستفيق باحشائي

تخرج الافعال من جسدي كالأفعى

تتلوى بين الهواجس والشهوة

 تصعد الى الراس تجوب مغاليق الخيال

تزحف بين الاحرف ونقاطي

كيف ستوصلني الخطوط الى المعنى ؟  

  جاسم دندشي

الشاعر والخطاط جاسم دندشي القى قصيدة بعنوان " تفسير القوامة" فقال:

امنح لعقلك بعضا من السعادة

فالانثى مثل تفاسير العبادة

وليست هي بعض من اشيائنا

هي مثل التراتيل او رب زيادة

 

وليد حديد

الشاعر وليد حديد القى قصيدتين الأولى عن فلسطين قدم لها بالقول : عندما اتكلم عن فلسطين انما اتكلم عن قضية القضايا في عصرنا الحاضر. فهل تنجح الصهيونية بتدمير الحضارة العربية بعد سبعين سنة والقول انها حضارة خاصة اسرائيلية؟ . وقال :

فلسطين لست وحدك وان خطفك دجالون فكل ابطال الحق قد عانوا من الاسر

فلسطين قصتك كقميص عثمان مزقوها حتى لا ينبت فيها الزهر

وانت تصرخين وتطلبين الحرية والعدل وهم يرقصون ويعربدون في قصور العهر

فلسطين كل عالمنا العربي فلسطين وانا طفل صغير هرب وغرق في البحر ...

في قصيدته الثانية تحدث عن سبب كتابته للشعر وأهمية الشعر.

عبد الاله الاهدل

 من ناحيته عبد الاله الاهدل وهو شاعر من اصول يمنية قرأ قصيدته " تمرد الظل " التي كان ردّ فيها منذ سنوات على قصيدة للشاعر محمود درويش كانت موجهة للشباب ومما قاله:

لهذا الخروج عصا موسوية

وصوم وايماءة مريمية

لهذا الغد الأمس عكازه وهيأته الرخوة المرمرية

لهذي القراءات بوابة لما ليس يأتي من البابلية

تعيد ملامح شوقٍ قديٍمٍ لأول ذاكرة شاعرية

وتختزل الجرح في همستين : انتظار وقيثارة طللية

يشاركه الحلم ايمانه ويمنحه النشوة الملحمية

وتحرسها دمعة الانبياء لتخبزني غيثا نبويا

حسان عبد الله

الشاعر حسان عبد الله القى قصيدة عن لبنان قال فيها :

لبنان ميّزه ربّ الورى قمما شمّاء   تلطم حد المنتهى القمم

سلوا الغزاة لكم اودى بهم جشع     فوق الرمال وموج البحر يلتطم

هنا خلقنا وما دين يفرقنا             ولقمة العيش نحميها ونقتسم

فالارز عرش جلال والهضاب بنا   تصان والسهل والآفاق والأكم

لا للمذاهب ارض النور ما احتكرت   وكل دين بحبل الله يعتصم

ارض التعايش ارض الشرق منتزه    للعابرين فان زلت بهم قدم

نهب كالغضب المدفون وحدتنا   لبنان  والارز والتاريخ والعلم

لن نبرح الارض هذا الارث موطننا   فليتق الله من للسيف يحتكم

هنري زغيب

الشاعر الكبير هنري زغيب وجه كلمة تمنى فيها ان تتكرر دائما هذه السهرات الشعرية وقال" ارى كل هذه الوجوه مشرقة بفرح. لان الشعر يخلق الفرح ومهمة الشاعر ان يخلق الفرح في سامعيه". وقال زغيب " الشاعر يتنافس مع  ذاته وليس مع غيره. ما يعني ان قصيدتي اليوم تتنافس مع قصيدتي امس . وكل شاعر عليه ان يهتم بنفسه لتكون قصيدته اليوم افضل من قصيدة الامس" .

بشير قزي

مؤسس "تجمع منتدانا" بشير قزي شكر في مداخلة خلال المهرجان جميع المشاركين وقال "هذه الحلقة سجّلت نجاحا كبيرا واتمنى ان تكون مقدمة لاشياء اكبر"، متمنيا "مشاركة الجميع لانجاح الاعمال التي نقوم فيها من مونتريال ، سيما اننا نبني شيئا لم يكن موجودا بتضافر الجميع لنصل الى ما نصبو اليه ".

المطران ابراهيم ابراهيم

المطران ابراهيم ابراهيم خلال مداخلة له قال " الحقيقة سررت كثيرا بهذه المشاركة اليوم وسمعت القصائد الجميلة وخصوصا مشاركة الشاعر هنري زغيب ". وقال " اشكركم جدا.. فانتم تحيون اللغة العربية في ذاتكم وفي المجتمع الذي نعيش فيه في كندا، كي لا تموت هذه اللغة لانها جديرة بالبقاء .. لانها خزّان وكنز غني جدا ولا يجوز ان نتخلى عنه".

وكانت مداخلات من الشاعرة اروى السامرائي والسيدة ضحى حناوي والدكتورة فدوى الظاهر. و في الختام شكر الاعلامي فيكتور جميع المشاركين.

 

 

معرض الصور