البلطجي وكتابة التاريخ من جديد...  

  • article

عادل حبيب - مونتريال
في اجواء الذكرى ال١٤ لانتصار المقاومة الاسلامية على القلعة الغربية المزروعة في قلب العالم الاسلامي ،ينفتح المشهد على سبحة اعترافات غربية توثّق عقم المشاريع الامريكية ،تحديدا ،في استدامة سطوتها الميدانية على بلاد العرب و المسلمين ،و بالتالي شهدنا توازياً مع انكسار الأحادية الامريكية و صعود قوى منافسة دوليا تراكما لتلك الاعترافات وسلوكها منحى التثبيت النظري لاضمحلال الصورة النمطية عن السيطرة الاحادية الامريكية على العالم....

لقد مارس الغرب فعل الهيمنة الميدانية و البسه لباس التفوق الحضاري وسخّر له عدة النصب الفكري عبر مفكري غب الطلب المنتشرين كمبشرين لخلاص البشرية من شرور الحضارات "المتخلفة".

اعمدة الامبراطورية تهتز ،وترتعد فرائص من نظّر لفرادتها ،و من وحي الرعب المصاحب لرحلة السقوط ،تسقط في الطريق النظريات المؤسسة للفرادة الامريكية وتتعرى الامبراطورية من ستار الوقار المعرفي الذي كان يغطي عملية النهب المنظم لخيرات الشعوب المستضعفة ....فرانسيس فوكوياما،الامريكي من اصل ياباني كان هو و نديمه صموئيل هنتنغتون من اوائل من نظّرا للسيطرةالامريكية عبر صراع الحضارات ،و فوكوياما هو من وضع نهاية للتاريخ القديم و أرّخ للتاريخ الحديث من لحظة تفردامريكا بحكم العالم ...لقد بدأ الان ج بداية السقوط الامريكي،نعم السقوط الامريكي عن عرش الآحادية في حكم العالم بناءاً على فقدان عناصر الريادة من ،النظام العام الى الخراب المجتمعي و تصاعد العنصرية،الى غياب الهيمنة الخارجية وترنح الدولار كعملة تخزين لقيمة الاشياء امام عملات الدول الصاعدة .

في اجواء نصر تموز تدور رحى معركة تثبيت ارادة التحدي للغطرسة الامريكية ،ليس فقط في لبنان بل في الاقليم كله...سورية على عتبة تحول في مجابهة الامريكي مدعومة بالحليف الموثوق في ايران ،الذي يتجاوز الاعتبارات الروسية و شروط استعمال الاسلحة الاستراتيجية التي يضعها كضمان لسياسته وتحالفاته المتنوعة ،الفلسطيني الرسمي لم يتجرأ على التوقيع والقبول بصفقة القرن،و الصهيوني متهيبٌ لمشروع الضمّ وتراجع لاعادة الحسابات ،الامريكي في عالم سوريالي ،يغرق في ازماته الداخلية المتوالدة كالفطر و يجدمتسعا من الجهد لادارة عملية تخويف يدفع بزبانيته الى واجهة التطبيل لها كما يحصل في لبنان و العراق.........

مجددا يحضر الامريكي الى لبنان بكل دجّالي ادارته ليخنق البلد بايادي زبانيته انتقاما لربيبته اسرائيل ،قالها بومبيو بلسانه ،هم يريدون اراحة اسرائيل بضرب من يهددها،و الادوات المستعملة تبدأ من مسؤولين كبار في الدولة مرورا بحاكم المصرف المركزي و اغلب الطاقم السياسي و الاعلامي و الديني و سماسرة الثوار الجدد ،ولا تنتهي السلسلة محليا بل لتمتد الى انظمة العمالة و الوضاعة في المحيط العربي....

جولة من المنزالة مع المقاومة اسفرت حتى الان عن ارتفاع وتيرة الرعب من النتائج السلبية على البلطجي الامريكي و ادواته الوضيعة لبنانيا...يكوّع الامريكي في مساره الضاغط ليستوعب النتائج و يفرمل تداعياتها عليه ...جولات اخرى من النزال سوف لن تنتهي الا بطرد البلطجي و ادواته من بلادنا وان غدا لناظره قريب...و السلام