تنسيقيات ترامب وفتاوى العرعور الاميركي

  • article

عادل حبيب ـ مونتريال

 

تنسيقيات ترامب في الولايات الامريكية لبّتْ نداء قائدها و نزلت الى الشوارع الامريكية بكامل عدتها القتالية ،وشاركتها بقايا تنسيقيات 14 آذار اللبنانية في تلبية واجب "الجهاد"الاممي تحت قيادة اعور الدجال الكوني.فعلا مشهدٌ مؤثر ان ترى رفاق الدرب يمتشقون سلاح الارهاب و الابتزاز الرخيص في زمن الموت الزؤام في استرخاص بذيء لارواح البشر المقهورين بالوباء الفيروسي و الانحطاط الاخلاقي لتنسيقيات ترامب الهمجية على مدار الكرة الارضية....

المنبع الاخلاقي لاسترخاص الروح البشرية و تقريشها بسعر العملة الدارجة ،انما نشأ تاريخيا منذ ان بدأت البشرية بالتوالد المكثف و التنازع على الموارد . من ادعى الحكمة و فلسفة الوجود البشري من افلاطون الى ارسطو مرورا بمالتوس و نظرياته، كلٌ ادلى بدلوه. افلاطون تكلم مبكرا عن اهمية التحكم بالتعداد السكاني و ارسطو ايد فكرة الاجهاض وقتل الرضع وتوماس مالتوس عام 1798من ضمن "ابداعاته" قال وآمن بفكرة "الحوادث الايجابية" التي حددها بالاوبئة- الكوارث- المجاعات-المجازر،واقترح تسخيرها لزيادة نسبة الوفيات وان المعاناة الانسانية امر لا بد منه . ومن بعده اتحفنا تشارلز داروين عن "اصل الانواع" و اشار الى التعداد السكاني من دون التحريض على تخفيضه . و لحقه ابن عمه فرانسيس غالتون عام 1883م وكتب حول"استفسارات حول المسألة الانسانية"حيث اشار الى ضرورة تهذيب النسل واستعار مصطلحEugenes  اليوناني ،النسل الصافي من النبلاء ،واخذت هذه الفكرة طريقها الى العالم الحديث حيث اصبحت مادة اكاديمية تدرس في الجامعات...

افكار توالدت كالفطر في اوساط النخب العائلية واصحاب الاموال حتى اصبحت سياسة عنصرية تمظهرت في العصر الحديث على شكل سياسات تطهير عرقي وابادة منظمة لاسباب السيطرة و النهب. ومنها انبثقت فكرة الاستعمار و الاستعباد وفرادة العرق الابيض وتفوقه الجيني ،يعني النسل النبيل المؤهل للسيطرة على العالم....

بمعزل عن نظرية المؤامرة حول انتشار الوباء الحالي وعما اذا كان جزءً من عملية تعقيم وتحديد عدد السكان حيث انتشرت كالفطر روايات مدعمة بالتقارير والابحاث و شهادات علماء تؤكد صحة التآمر لتخفيض اعداد البشرية ،وهذا ما نترك اثباته الى ما ستفرزه الايام القادمة ،فان ما نعالجه هو تزاوج الافكار السابقة التي ذكرناها مع السياسات العنصرية الحالية في ترخيص قيمة النفس البشرية....

ان يكمل ترامب وادارته الحمقاء معه و كتلته البشرية العمياء التي تهتف له عند كل تصريح احمق يتناول الوضع الحالي و تستنفر العصبيات الداخلية عبر تصريحات عرعورية لا ينقصها سوى القرع على الطناجر و البدء بقطع الرؤوس والتمثيل بجثث المخالفين فهذا ما يؤشر الى فلتان وانهيار النظام الداخلي و بالتالي تفكك السيطرة و الضبط الامبراطوري الخارجي.....هذه ديناميكية الصراع الحالي في امريكا . ولكن ما بال فرقة النهب "الثورية"وزبائنها من عصابة المصارف اللبنانية و زعيمهم حاكم المصرف رياض سلامة،وقد اعلنوا الثورة ضد الحكومة الحالية التي ورثت كل موبقاتهم التي بدأت مع رفيق الحريري الاب الروحي للفساد اللبناني الذي استلم الحكم بصفر دولار دين و اورثه لمن بعده بعشرات المليارات من الديون....

 

تجول سفيرة الشر الامريكية في لبنان على رعاياها من الثوار ،من جعجع الى جنبلاط الى استرداد الحريري من كبوته الباريسية ،الى ضخ اموال السحت على مرتزقة سفارتها ممن يدعون الثورة ،و الهدف اسقاط الحكومة الحالية....والهدف المضمر هو اسقاط المقاومة و انهاء التهديد لاسرائيل....

 

ان الآتي من الاحداث لا يبشر بالخير ابدا على صعيد الوضع في لبنان ،بدلا من المساهمة في تخفيف وطأة الازمة الوبائية نرى اصطفاف قوى الشر الناهبة في طابور خدمة ترامب و صهاينته على حساب الشعب المهتوك في لقمة عيشه و موارد رزقه التي نهبها مرتزقة السفارة الامريكية...في لبنان هناك خيانة عظمى ترتكب بحق الوطن و القائمون بها في كل دساتير العالم تعلق المشانق كعقوبة طبيعية لمن يخون وطنه وخصوصا خلال الازمات ،فكيف الان ونحن وسط بلاء عالمي يلف الكرة الارضية ومجموعة اللصوص اياهم من جعجع وشلته القاتلة على الهوية الى جنبلاط المعتوه الاكبر مع مرتزقته "الاشتراكيين" ، الى ابن ابيه الوضيع الذي لا يفقه الالف من العصا، الى من لف لفهم من الازلام وقطاع الطرق الى لاحسي احذية واقفية الزعماء ، هؤلاء يشحذون أدوات غدرهم بانتظار تنفيذ ما ان بدوؤا به سوف نرى ان شاء المولى القدير مشانق ستعلق و مزابل ستنتعش و ستزهر الارض مجددا من دون خونة و لا خائنين...            والسلام